(٢) أخرجه الحاكم (٣٥١٦)، وابن المبارك في «الزهد» (١٣١٣)، وابن أبي حاتم (١٥٠٧٩) من طرق، عن سفيان الثوري، عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال بن عمرو، عن أبي عبيدة، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: «لا ينتصف النهار من يوم القيامة حتى يقيل هؤلاء وهؤلاء»، ثم قرأ: {إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ} [الصافات: ٦٨]». قال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه»، وليس كذلك، فالمنهال بن عمرو ليس من رجال مسلم، وميسرة ليس من رجال الشيخين، وإنما خرج له البخاري في «الأدب المفرد»، وهما صدوقان. ينظر: «التهذيب» (١٠/ ٣١٩، رقم ٥٥٥)، و (١٠/ ٣٨٦، رقم ٦٩١)، وأبو عبيدة بن عبد الله لم يسمع من أبيه عبد الله بن مسعود، كما قال غير واحد من النقاد، ينظر: «المراسيل» لابن أبي حاتم (رقم ٤٧٦). وأخرجه الطبري (١٩/ ٥٥٦) من طريق أسباط، عن السدي، في قوله: {إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ} [الصافات: ٦٨] قال: في قراءة عبد الله: «ثم إن منقلبهم لإلى الجحيم» وكان عبد الله يقول: «والذي نفسي بيده لا ينتصف النهار يوم القيامة حتى يقيل أهل الجنة في الجنة، وأهل النار في النار»، ثم قال: {أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا} [الفرقان: ٢٤]. والسدي وهو الكبير، وأسباط بن نصر، صدوقان كثيرا الخطأ. وروي بنحوه عن جماعة من السلف: عن إبراهيم النخعي عند ابن المبارك في «الزهد» (١٣١٤)، والطبري في التفسير (١٧/ ٤٨٤)، وعن ابن جريج عند الطبري أيضًا، وعن سعيد بن جبير عند ابن أبي حاتم (١٥٠٨١).