للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اتَّقَوْا} الشركَ، وهم هؤلاء {فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} أي: رزقًا واسعًا في الآخرة أو الدنيا، بأن يملك المسخورِ منهم أموالَ الساخرين ورِقابَهم.

وقولُ المؤلِّف: (ونزل في عبد الله بن سلام … ) إلى آخره: يُشيرُ بذلك إلى سبب نزول الآية (١). وقولُه: (بفتحِ السِّينِ وكسرِها: الإسلام): يُشيرُ بهذا إلى القراءتين (٢)، وتفسيرُ {السِّلْم} بالإسلام هو قولُ جمهورِ المفسرين من السلف (٣).

وقولُه: (حال من «السِّلم» … ) إلى آخره: بيانٌ لإعراب {كافة} ومعناها؛ أمَّا الإعراب: فهي حالٌ منصوبةٌ من السِّلم، ومعناها: جميع؛ أي: ادخلوا في جميع شرائعه إيمانًا وعملًا.

وقولُه: (أي: تزيينه بالتفريق): معناه: أَنَّ طرائقَ الشيطان هي ما يُزينه ويُحسنه من كلِّ ما يأمرُ به، ومن ذلك التفريقُ بين الأَحكام بالإيمان والعمل ببعضِها دون بعضٍ، ومثَّل لهذا بما ذُكر عن بعض مَنْ دخل في الإسلام من أهل الكتاب؛ لأنهم حرَّموا لحمَ الإبل وألبانها تمسُّكًا بالتوراة، وكذا تمسَّكوا بتعظيم السبت، فأُمروا بالدخول في الإسلام كله.

وقولُه: (لا يُعجزه شيءٌ … ) إلى آخره: بيانٌ لِمَا يتضمنه اسمه تعالى العزيز من القوة مع مناسبة ذكره في هذا السياق.

وقولُه: (في صنعه): لو قال: وفي شرعه؛ لكان أولى، فإنه تعالى حكيمٌ في شرعه وقدره وفي خلقه وأمره.


(١) ينظر: «أسباب النزول» (ص ٦٧)، و «العجاب في بيان الأسباب» (١/ ٥٢٩ - ٥٣٢).
(٢) قرأ أبو جعفر ونافع وابن كثير والكسائي: {ادخُلُوا فِي السَّلْمِ} بفتح السين، وقرأ الباقون بالكسر. ينظر: «السبع في القراءات» (ص ١٨٠)، و «النشر» (٢/ ٢٢٧).
(٣) ينظر: «تفسير الطبري» (٣/ ٥٩٥ - ٥٩٦) (٣/ ٥٩٧)، و «معاني القرآن» للزجاج (١/ ٢٧٩)، و «زاد المسير» (١/ ١٧٤)، و «تفسير ابن كثير» (١/ ٥٦٥).

<<  <   >  >>