المؤمنات {حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ} لِمالِه وجمالِه {أُولَئِكَ} أَي: أهل الشرك {يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ} بدُعائهم إلى العمل الموجبِ لها، فلا تليقُ مناكحتهم {وَاللَّهُ يَدْعُو} على لسان رُسلِه {إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ} أَي: العملِ الموجبِ لهما {بِإِذْنِهِ} بإرادته، فتجب إجابتُه بتزويج أَوليائه {وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} يتَّعظون.
وقولُ المؤلِّف:(أَي: الكافراتِ): يقتضي أَنَّ الآيةَ عامَّةٌ في الكفار من أهل الكتاب وغيرهم. وقولُه:(حُرَّةٍ): بدليل مقابلتها بالأَمَة.
وقولُه:(لأَنَّ سبب نزولها … ) إلى آخره: يُشير إلى قصةٍ حصلت لعبد الله بن رواحة، كانت له أَمَةٌ فأَعتقها فتزوَّجها، فعاب عليه بعضُ الناس ورغَّبَه في الزواج من حُرَّةٍ ولو مشركةٍ، فنزلت هذه الآيةُ:{وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ}، كذا قيل، والله أعلم (١).
وقولُه:(وهذا مخصوصٌ بغير الكتابيات … ) إلى آخره: هذا يقتضي أَنَّ المؤلِّفَ يرى أَنَّ الآيةَ عامَّةٌ في المشركين من أَهل الأوثان وأَهلِ الكتاب، ويُخَصُّ من عمومها المحصناتُ من أهل الكتاب كما في سورة المائدة.
وقولُه:(بإرادته): أَي: الإرادةِ الشرعية.
* * *
(١) ينظر: «أسباب النزول» (ص ٧٣)، و «العجاب في بيان الأسباب» (١/ ٥٥١).