وهكذا يقال: في المكر والكيدِ من الله - تعالى -، فكلُّ ذلك حقيقةٌ على ما يليق به - سبحانه - ولا موجبَ لصرفِ الكلام عن ظاهرهِ (١).
وقولُه:(يُمهلهُم): هو تفسير يمدُّهم؛ أي: يزيدُهم في المدَّة إملاءً لهم واستدراجًا، وهو مِنْ مَدَّهُ الثلاثي، وذكر ابنُ جرير الخلافَ في الفرق بين مدَّهُ وأمدَّهُ، والمشهور «مدَّهُ» في الشرِّ، و «أمدَّهُ» في الخير، كما تقدَّم.
وقولُه:(تجاوزهم الحدَّ في الكفر): لأنَّ المنافقين أغلظُ كفرًا من غيرهم؛ لجمعِهم بين الكذب والتكذيب مع شدَّة العداوة للمؤمنين.
وقولُه:(يتردَّدون تَحَيُّرًا): يريد أنَّ العَمَهَ هو الترددُ والحيرةُ، وهذه حال المنافقين، ولهذا قال الله في وصفِهم:{فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ}.
وقولُه:(حالٌ): يريد أنَّ جملة {يَعْمَهُونَ} حاليةٌ في موضعِ نصبٍ.
* * *
(١) ينظر: «مجموع الفتاوى» (٢٠/ ٤٧١)، و «مختصر الصواعق» (٢/ ٧٣٧ - ٧٤٧)، و «التعليقات على المخالفات العقدية في الفتح» (ص ١٢٦، رقم ٨٥).