للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: {ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ}: الإشارةُ إلى ما تقدَّمَ بيانُه من الأَحكام موعظةٌ من الله لأَهل القلوب الحيَّةِ.

وقوله: {مَنْ كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ}: يدلُّ على أَنَّ المؤمنين بالله واليوم الآخر هم المنتفعون بالموعظة.

وقوله: {ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ}: أَي: العملُ بهذه الأَحكامِ أَزكى لنفوسكم وأَصلحُ لأَعمالكم وأَطهرُ لكم مما يدنِّسُ نفوسَكم ويُفسدُ أَعمالكم.

وقوله: {وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُون (٢٣٢)}: أَي: يعلمُ ما فيه الخير لكم فيهديكم إليه، وما فيه شرٌّ عليكم فينهاكم عنه، وأَنتم لا تعلمون شيئًا من ذلك، إلَّا ما علَّمكم ربُّكم، فافعلوا ما أَمركم به، واجتنبوا ما نهاكم عنه.

{وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ} انقضت عِدَّتهنَّ {فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ} خطابٌ للأَولياء؛ أَي: تمنعوهنَّ من {أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ} المطلِّقين لهنَّ؛ لأَنَّ سببَ نزولها أَنَّ أُختَ مَعقِلِ بن يسار طلَّقها زوجُها، فأَراد أَنْ يُراجعها فمنعها مَعقل، كما رواه الحاكم (١) {إِذَا تَرَاضَوْا} أَي: الأَزواجُ والنساءُ {بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ} شرعًا {ذَلِكَ} النهيُ عن العضل {يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} لأَنَّه المنتفعُ به {ذَلِكُمْ} أَي: تركُ العَضلِ {أَزْكَى} خيرٌ {لَكُمْ وَأَطْهَرُ} لكم ولهنَّ؛ لِمَا يُخشى على الزوجين من الرِّيبة بسبب العلاقة بينهما {وَاللَّهُ يَعْلَمُ} ما فيه المصلحةُ {وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} ذلك؛ فاتَّبِعوا أَمرَه.


(١) «المستدرك» (٢٧١٩)، (٣١٠٧)، وأصل الحديث في البخاري (٤٥٢٩)، (٥١٣٠)، (٥١٣١)، كما تقدم.

<<  <   >  >>