للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقولُه: (أوقدَ): في تفسير استوقد؛ ليدلَّ على أنَّ السين والتاء في {اسْتَوْقَدَ} ليست للطلب، فهي كالتي في استجاب بمعنى: أجاب (١).

وقولُه: (فِي ظلمةِ): معناه أنه أوقدَ النار في مكانٍ مُظلمٍ لظلمة الليل أو غيرها، بدليل قوله: {فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ} إلى آخر الآية.

وقولُه: (فأبصرَ واستدفأَ): ليس في الآية إشارةٌ إلَّا للأبصار دون الاستدفاء والأمن.

وقولُه: (وجُمِعَ الضميرُ): يريد الضميرَ في قوله: {بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ}.

وقولُه: (مراعاةً لمعنى «الذي»): يريد أنَّ الذي استوقد نارًا بمعنى الذين استوقدوا نارًا؛ لأنَّ المناسب تشبيهُ الجمع بالجمع.

وقولُه: (ما حولهم مُتحيِّرين عن الطريقِ … ) إلى آخرِه: هذا بيانٌ لوجه الشَّبَه بين المشبَّه - وهم: المنافقون - والمشبَّه به - وهم: الذين استوقدوا نار -.

وقولُه: (هم {صُمٌّ}): يريد أنَّ {صُمٌّ} خبرٌ لمبتدأ محذوف تقديره: هم صم.

وقولُه: (فلا يسمعونَه سماعَ قبولٍ): فكان سماعُهم وجوده كعدمه لذلك قيل فيهم: {صُمٌّ}، وهكذا قوله: {بُكْمٌ عُمْيٌ}.

وقولُه: (عن الضلالةِ): أي لا يتوبون عن الضلالة، وترتيب نفي الرجوع على ما قبلَه؛ لأنهم لا ينتفعون بالآياتِ والمواعظ بسببِ إعراضِهم عنها.

* * *


(١) وهو قول الأخفش. ينظر: «معاني القرآن» للأخفش (١/ ٥٣)، و «تفسير الطبري» (١/ ٣٣٥).

<<  <   >  >>