للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقولُه: (بعد ثمانيةِ أَيام … ) إلى آخره: هذا كلُّه من جنس الإسرائيليات التي لا تُصدَّق ولا تُكذَّب (١).

وقولُه: (ومنه إِحياءُ هؤلاء) يعني: من فضل اللهِ على الناس فضلُه على هؤلاء القومِ بإِحيائهم ليتوبوا ويعلموا أَنه لا يُنجي حذرٌ من قَدَر.

وقولُه: (هم الكفَّار): لأنَّ الكفَّارَ هم أَكثرُ الناس، وهم لا يشكرون اللهَ، ولا يؤمنون به، ولا يعلمون حقَّه عليهم، ولهذا قال تعالى: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ} [هود: ١٧]، وقال: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الأعراف: ١٨٧].

وقولُه: (والقصدُ من ذِكر خبرِ هؤلاء … ) إلى آخره: بيانٌ لمناسبة ذِكر هذه القصة، وهو تشجيعُ المؤمنين على القتال، وتحذيرُهم من الفرار أَنه لا يُنجي من الموت، ولذا اتصلَ بالقصة الأَمرُ بالقتال في سبيل الله (٢).

* * *


(١) قال ابن عطية: «وهذا القصص كله لين الأسانيد، وإنما اللازم من الآية أن الله تعالى أخبر نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم أخبارًا في عبارة التنبيه والتوقيف، عن قوم من البشر خرجوا من ديارهم فرارًا من الموت، فأماتهم الله تعالى ثم أحياهم؛ ليروا هم وكل من خلف بعدهم أن الإماتة إنما هي بيد الله لا بيد غيره، فلا معنى لخوف خائف ولا اغترار مغتر، وجعل الله تعالى هذه الآية مقدمة بين يدي أمره المؤمنين من أمة محمد بالجهاد. هذا قول الطبري، وهو ظاهر رصف الآية، ولموردي القصص في هذه القصة زيادات اختصرتها لضعفها» «المحرر الوجيز» (١/ ٦١٠).
(٢) ينظر: «تفسير الطبري» (٤/ ٤٢٥)، و «الكشاف» (١/ ٤٧٠)، و «المحرر الوجيز» (١/ ٦١٠)، و «تفسير ابن كثير» (١/ ٦٦١).

<<  <   >  >>