ضميرُ المخاطب، وخبرُها: المصدرُ المؤول أَلَّا تقاتلوا، وجملة:{إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ}: جملةٌ شرطيةٌ مُعترضة بين اسم عسى وخبرها، وجوابُ الشرطِ محذوفٌ دلَّ عليه قوله:{هَلْ عَسَيْتُمْ}، فالتقديرُ:«إن كتب عليكم القتال فهل عسيتم»؛ أَي: فلعلَّكم لا تقاتلون.
وقوله:{وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا}: المعنى: أَيُّ مانعٍ يمنعنا من القتال والحالُ أنَّا أُخرجنا من ديارنا وأَبنائنا، فهذا الإخراجُ من أَعظم الدواعي لقتال العدو، فليس لنا عذرٌ في التأخُّر عن القتال.
وقوله:{فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ}: يُخبر تعالى أَنَّ أُولئك الملأُ من بني إِسرائيل لَمَّا أُمروا بالقتال تولَّى أَكثرُهم؛ أَي: أَعرضوا فلم يستجيبوا لله لَمَّا دعاهم لقتال عدوِّهم، لكن استجاب قليلٌ منهم. وقوله: {وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِين (٢٤٦)}: يعني: الناكلين عن القتال، وفي هذا تهديدٌ لهم بعقوبة الله في الدنيا أَوْ في الآخرة.
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ} الجماعة {مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ} موتِ {مُوسَى} أَي: إلى قصتهم وخبرهم {إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ} هو: شمويل {ابْعَثْ} أَقِمْ {لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ} معه {فِي سَبِيلِ اللَّهِ} تنتظمُ به كلمتُنا ونرجعُ إليه {قَالَ} النبيُّ لهم {هَلْ عَسَيْتُمْ} بالفتح والكسر {إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا} خبرُ عسى، والاستفهامُ لتقرير التوقُّع بها {قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا} بسبيهم وقتلهم، وقد فعل بهم ذلك قومُ جالوت. أَي: لا مانع لنا منه مع وجود مُقتضيه. قال تعالى:{فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمِ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا} عنه وجَبنوا {إِلَّا