وقولُه:(فاقتصروا على الغرفة … ) إلى آخره: هذا مما ذُكر في الروايات الإسرائيليةِ.
وقولُه:(هم الذين اقتصروا على الغرفة): وأَولى منهم مَنْ لم يطعمِ الماءَ؛ لقول طالوت:{وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي}.
وقولُه:(الذين شربوا): هذا غلطٌ من المؤلِّف؛ فإن الذين شربوا لم يجاوزوا النهر؛ لقوله عن طالوت:{فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي}.
وقولُه:(وجبنوا ولم يجاوزوه): يريد: الذين شربوا لم يُجاوزوا النهر، وهم: الذين قالوا: {لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ}، كما صرَّح به قبل، وظاهرُ القرآن أَنَّ الذين قالوا:{لا طاقةَ لنا اليومَ بجالوت وجنوده}؛ هم كثيرٌ ممن جاوزَ النهر مع طالوت (١).
(١) وهو قول عن البراء، والحسن، وقتادة، والربيع، وابن زيد: أنه ما تجاوز النهر إلا مؤمن. ينظر: «تفسير الطبري» (٤/ ٤٨٩ - ٤٩٦)، و «المحرر الوجيز» (٢/ ١٤)، و «زاد المسير» (١/ ٢٢٦).