للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأول: أَنه لا يُعرف في اللغة إطلاقُ اسمِ الكرسي على العلم (١).

الثاني: أَنه خلافُ ما صحَّ؛ من أَنَّ المرادَ بالكرسي موضعُ القدمين (٢)،


(١) ينظر: «تهذيب اللغة» (١٠/ ٣٣)، و «بيان تلبيس الجهمية» (٨/ ٣٦٣ - ٣٦٥)، و «فتح الباري» (٨/ ١٩٩). وما جاء في بعض المراجع أن العلماء يقال لهم كراسي؛ فلجمعهم العلم، فإن مادة (كرس) الكاف والراء والسين أصل صحيح يدل على تلبد شيء فوق شيء وتجمعه. ينظر: «مقاييس اللغة» (٥/ ١٦٩)، و «لسان العرب» (٣/ ١٩٤).
(٢) أخرجه محمد بن أبي شيبة في «كتاب العرش» (رقم ٦١)، والدارمي في «الرد على المريسي» (١/ ٣٩٩)، وعبد الله بن الإمام أحمد في «السنة» (رقم ٥٨٦) و (١٠٢٠)، وعبد الرزاق في تفسيره (رقم ٣٠٣٠)، وابن أبي حاتم في تفسيره (رقم ٢٦٠١)، وابن خزيمة في «التوحيد» (١/ ٢٤٨ - ٢٤٩)، والطبراني في «الكبير» (١٢/ ٣٩، رقم ١٢٤٠٤) -ومن طريقه الضياء في «المختارة» (رقم ٣٣١) و (٣٣٢) ـ، والحاكم في «المستدرك» (٣١١٦)، والبيهقي في «الأسماء والصفات» (رقم ٧٥٨) من طرق، عن سفيان الثوري، عن عمار الدهني، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، موقوفًا.
ورواية الطبراني: عن عمار الدهني، عن سعيد بن جبير، بإسقاط مسلم البطين، وهو منقطع؛ لأن عمار الدهني لم يسمع من سعيد بن جبير، كما قال أبوبكر بن عياش. «تهذيب التهذيب» (٤/ ٢٥٥).
وأخرجه أبو الشيخ في «العظمة» (٢/ ٥٥٢) و (٢/ ٥٨٢) من وجهين آخرين عن عمار الدهني، به.
وهذا الأثر عن ابن عباس: قال عنه الدارمي: «صحيح مشهور»، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، وتعقبه الشيخ مقبل الوادعي في نسخته من «المستدرك» (٢/ رقم: ٣١٧٥): بأنه على شرط مسلم فقط؛ لأن البخاري لم يخرج لعمار الدهني، وأورده الهيثمي في «مجمع الزوائد» (٦/ ٣٢٣) وقال: «رجاله رجال الصحيح»، وذكره الذهبي في «العلو» (ص ٧٦) =
= وقال: «رواته ثقات». وقال الألباني في «مختصر العلو» (ص ١٠٢): «هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات، وتابعه يوسف بن أبي إسحاق، عن عمار الدهني».
وقد روي عن ابن عباس مرفوعًا: رفعه شجاع بن مخلد والضحاك، عن سفيان، عن عمار الدهني، عن مسلم البطين به. أخرجه الدارقطني في «الصفات» (٣٠)، وابن منده في «الرد على الجهمية» (ص ٢١) وغيرهما، ولا يصح؛ كما قال العقيلي، والبيهقي، وابن كثير، وغيرهم.
وأورده الطبري في تفسيره (٤/ ٥٣٨) عن أبي موسى، والسدي، والضحاك، ومسلم البطين.

<<  <   >  >>