وفيها: إثباتُ إِحاطةِ علمه بكلِّ ما تقدَّم وكلِّ ما تأَخَّر، وأَنَّ العبادَ {لَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء}، فلا يعلمون إِلَّا ما علَّمَه.
وفيها: إِثباتُ عُلوِّه وعظمتِه وكمالِ قوَّتِه وسعةِ مُلكِه.
ولِمَا اشتملت عليه من أَسماء الله الحسنى وصفاته العلى كانت أَعظمَ آيةٍ في كتاب الله.
{اللَّهُ لَا إِلَهَ} أَي: لا معبودَ بحقٍّ في الوجود {إِلَّا هُوَ الْحَيُّ} الدائمُ البقاء {الْقَيُّومُ} المبالغُ في القيام بتدبير خلقه {لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ} نعاسٌ {وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْض} مُلكًا وخلقًا وعبيدًا {مَنْ ذَا الَّذِي} أَي: لا أحد {يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} له فيها {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ} أَي: الخلق {وَمَا خَلْفَهُمْ} أَي: من أَمر الدنيا والآخرة {وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ} لا يعلمون شيئًا من معلوماته {إِلَّا بِمَا شَاءَ} أَنْ يُعلمهم به منها بإِخبار الرُّسلِ {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} قيل: أَحاط علمُه بهما. وقيل: مُلكه. وقيل: الكرسيُّ بعينه مُشتملٌ عليهما لعظمته، لحديث ((ما السماواتُ السبعُ في الكرسي إِلَّا كدراهمَ سبعةٍ أُلقيت في ترس)).
{وَلَا يَئُودُهُ} يُثقلُه {حِفْظُهُمَا} أَي: السماوات والأرض {وَهْوَ الْعَلِيُّ} فوقَ خلقِه بالقهر {الْعَظِيمُ} الكبيرُ.
وقولُ المؤلِّف: (الدائمُ البقاء): تفسيرٌ للحياة بلازمها؛ لأَنه الحيُّ الذي لا يموت، والحياةُ من لوازم ذاته أزلًا وأبدًا.
وقولُه: (المبالغ … ) إلى آخره: لأَنَّ «قيوم» و «قيام» صيغةُ مبالغةٍ تدلُّ على كمال قيامِه بنفسه تعالى، وكمالِ قيامه على خلقه بالتدبير.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute