وقولُه:(بمعنى: أسماعِهم): يريد أنَّ سمع - وهو مفرد - معناه: الجمع، وهذا مُطَّردٌ في القرآن، يذكر السمع مفردًا، ومعناه: الجمع؛ كقوله:{خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ}، وقوله:{وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا}[الأحقاف: ٢٦]، وقوله:{وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ}[النحل: ٧٨].
وقولُه:(الظاهرة): يريد أسماعَهم وأبصارَهم الحسيَّة بآذانهم وعيونهم.
وقولُه:(كما ذهبَ بالباطنة): يريد أنَّ الله جمعَ لهم بين عمى الأبصار وعمى القلوب.
وقولُه:(شَاءَهُ): عبارته تقتضي أنَّ قدرةَ الله لا تتعلَّق إلَّا بما شاءه، والصواب: عدم التقييدِ بالمشيئة، فالله - تعالى - على كلِّ شيءٍ قديرٌ، سواء ما شاءَه أو لم يشأه.
وقولُه:(ومنه إذهابُ ما ذُكِرَ): يريد أنَّ إذهابَ الأسماع والأبصار داخلٌ في عموم قوله: {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.