وقولُه:(أجلِ): يريد أنَّ يُبيّنَ أنَّ «مِنْ» للتعليل؛ فالمعنى: أنهم يجعلون أصابعهم في آذانهم من أجل ما يسمعون من أصوات الصواعق لئلَّا يسمعوها.
وقولُه:(من سماعِها): يريد أنهم يجعلون أصابعهم في آذانهم خوفًا من الموت بسبب سماعِهم الصواعق.
وقولُه:(كذلكَ هؤلاء … ) إلى آخره: يريد أنْ يُبيِّن وجهَ الشَّبه بين أصحاب الصيِّب والمنافقين، فالظلماتُ ما في قلوبِهم من الكفر، والرعدُ ما يقرعُ أسماعَهم من الوعيد في القرآن، والبرقُ ما في القرآن من الحُجج البيِّنة المبيِّنة للحقِّ، أو هي الآيات الدالَّة على إقرارِهم على ما يظهرون، وذلك نافع لهم في أمر دنياهم.
وقولُه:(علمًا وقدرةً): يريد أنَّ معنى إحاطة اللهِ بالكافرين إحاطةُ علمِه وقدرته، فلا يخفى عليه من أمرِهم خافيةٌ، وأنَّ قدرتَه محيطةٌ بهم فلا يُعجزونه، ولا يمنعُه منهم مانع، ولا يفوتونه إن طلبَهم.
وقولُه:(يقربُ) هذا معنى: يكاد، والنحويون يقولون: كاد من أفعال المقاربة ترفع الاسم، وتنصب الخبر، والبرق اسمها، والمضارع خبرها، ومعنى: يخطف: يذهب بالأبصار بسرعة من شدة ضوئه.
وقولُه:(في ضوئِه) يعني: أصحاب الصيِّب إذا أضاء لهم البَرقُ الطريقَ مشَوا فيه.
وقولُه:(تمثيلٌ … ) إلى آخره: يريد أنَّ ما ذكر من حالِ أصحاب الصيِّب مِنْ أنهم تارةً يُضيء لهم البرق فيمشون، وتارةً ينطفئُ البرق فيظلم عليهم المكان فيقومون؛ أي: يقفون متحيِّرين، فهذه الحال تمثِّلُ بها - أي تشبه - حالَ المنافقين، فإنهم إذا وَرَدَ عليهم من آي القرآنِ ما يَسرُّون به داموا على إيمانهم، وإذا وَرَدَ عليهم ما يفضحهم صاروا متحيِّرين فصارت حالُهم كحال أصحاب الصيب.