وقولُه:(لَمَّا قال له … ) إلى آخره: يُبينُ أَنَّ قولَ إبراهيم: {رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ}، جاء جوابًا لقول الكافر لإبراهيم:(مَنْ ربك؟).
وقولُه:(أَي: يخلق الحياةَ والموتَ في الأجساد): تفسيرٌ صحيحٌ يدلُّ له قولُه تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ}[الملك: ٢].
وقولُه:(هو): يريد: أَنَّ القائلَ: {أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ} هو الكافرُ الذي حاجَّ إِبراهيم.
وقولُه:(بالقتل والعفو عنه … ) إلى آخره: هذا تفسيرُ قول الكافر: {أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ}، وهذا ما ذكره جمهورُ المفسرين، وهو من نوع الإسرائيليات.
وقولُه:(فلما رآه غبيًّا): يريد: أَنَّ إبراهيم لَمَّا رأى المخاصمَ غبيًّا؛ أي: جاهلًا لا يفقه؛ قال له إبراهيم:{فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ}.
وقولُه:(منتقلًا إلى حجَّةٍ أَوضح منها): لأَنَّ الكافرَ قد موَّه بحجة إبراهيم الأُولى، ولكنَّه لا يستطيع في حجة إِبراهيم الثانية أَنْ يموِّه، فلهذا انقطعت حجَّتُه.
وقولُه:(أنت): الخطابُ من إبراهيم للذي حاجَّه، والضميرُ المنفصلُ «أنت» تأكيدٌ للضمير المتصل المستتر في قوله: {فَأْتِ بِهَا}.
وقولُه:(تحيَّر ودهشَ): تفسيرٌ لـ {بُهِتَ}، وهو يدلُّ على انقطاع حجَّته وعجزِه عن الجواب (١). وقولُه:(بالكفر إلى محجة الاحتجاج): يتضمَّن تفسيرَ الظلمِ بالكفر، وهو صحيحٌ؛ كما قال تعالى:{وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ}[البقرة: ٢٥٤]، ونفيُ الهداية إلى الحجة الصحيحة، وأَنَّ المراد بنفي الهداية؛ أي: إلى الحجة الصحيحةِ في مقام الاحتجاج.