للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إِلَى الْعِظَامِ} من حمارك {كَيْفَ نُنْشِرُهَا} نُحييها، بضمِّ النون وفتحها، من «أنشر ونشر» لغتان، وفي قراءةٍ بضمِّها، والزاي: نُحرِّكُها ونرفعُها {ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا} فنظر إليها، وقد تركَّبت وكُسيت لحمًا ونُفخ فيه الروحُ ونهقَ {فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ} ذلك بالمشاهدة {قَالَ أَعْلَمُ} عِلم مشاهدةٍ {أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} وفي قراءةٍ: (اعلمْ)؛ أَمرٌ من الله له.

وقولُ المؤلِّف: (رأيت): المناسبُ في التقدير في مثل هذا السياق أَنْ يُقدَّر المعطوفُ مثل المعطوف عليه، وعلى هذا فالتقديرُ المناسبُ: أَوْ ألم ترَ كالذي مرَّ على قرية، وهذا على أَنَّ الكاف بمعنى: مثل، وعلى القول بأنها «زائدة» فالتقديرُ: أَوْ أَلم ترَ إلى الذي مرَّ على قريةٍ، فيكون الموصولُ في {الَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ} معطوفًا على الموصول في {الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ}، واللهُ أَعلم.

وقولُه: (زائدة): هذا خلافُ الأَصل في كاف التشبيه؛ فالأَصلُ أنها بمعنى: مثل، وهو القول الآخر.

وقولُه: (هي بيت المقدس … ) إلى آخره: القريةُ في الآية مُبهمةٌ، وتعيين أَنها بيت المقدس قولُ جمهورِ المفسرين (١)، والمعوَّلُ في هذا على بعض الروايات الإسرائيلية، ومن هذا القبيل تعيينُ جنسِ الطعام والشراب الذي معه، فاللهُ أعلم. وأَمَّا أنه كان راكبًا حمارًا فهذا ظاهرُ القرآن.

وقولُه: (لَمَّا خرَّبها بُختنصَّر): بُختنصَّر؛ هو: ملكُ الفُرسِ الذي سُلِّطَ على بني إسرائيل، وقتلَ منهم وسبى وخرَّب الديار، وقصَّتُه مشهورةٌ عند المفسرين والمؤرخين (٢).


(١) ينظر: «تفسير الطبري» (٤/ ٥٨٢ - ٥٨٣)، و «المحرر الوجيز» (٢/ ٣٩ - ٤٠)، و «زاد المسير» (١/ ٢٣٣)، و «تفسير ابن كثير» (١/ ٦٨٨).
(٢) ينظر: «الكامل في التاريخ» (١/ ٢٢٨)، و «تفسير الطبري» (٤/ ٥٨٧ - ٥٩٣)، و «المحرر الوجيز» (٢/ ٤١ - ٤٢).

<<  <   >  >>