وقولُه:(كيف هو … ) إلى آخره: يُبيِّنُ أَنَّ المعنى: انظر إِلى حماركَ لتعلمَ حالَه، وأَنه قد مات وعَرِيت عظامُه عن اللحم.
وقولُه:(على البعث): المعنى: لتكون إذ أَحياك اللهُ بعد أَنْ أَماتك مئةَ عامٍ آيةً؛ أي: دليلًا على قدرته تعالى على بعث الأَموات من قبورهم، ولا ريب أَنَّ هذا من أَعظم الأدلةِ على إمكان البعث، ولقد تكرَّرَ هذا النوعُ من أَدلة البعث في سورة البقرة:
وأَول ذلك ما ذُكر في قصة القتيل الذي ضُرب ببعض البقرة فأَحياه اللهُ؛ {فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا … } الآية {فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون (٧٣)} [البقرة: ٧٣].
والثانية: قصةُ بني إسرائيل الذين ماتوا بالصاعقة لَمَّا قالوا لموسى: {لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً}؛ فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون، قال اللهُ:{ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}[البقرة: ٥٥ - ٥٦].
والثالثة: قصةُ الألوف الذين خرجوا من ديارهم حذرًا من الموت، فأَماتهم اللهُ ثم أَحياهم.
والرابعة: قصةُ الذي مرَّ على قريةٍ.
وستأتي قصةُ الطيرِ التي ذبحها إبراهيمُ بأمرِ اللهِ ثم أحياها اللهُ، وذلك قولُه تعالى:{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى … } إلى آخر الآية (١).
وقولُه:(من حمارك): يدلُّ له قولُه: {وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ}.
وقولُه:(نُحييها … ) إلى آخره: يُبيِّنُ أَنَّ معنى: نشر، وأَنشر؛ نشرَ الميتَ وأَنشرَه أَحياه؛ فقولُه في الآية:{نُنْشِزُهَا} بضم النون وفتحها؛ يقول: لغتان، وكأَنه يُشيرُ إلى قراءتين في الآية على اللغتين.