وقولُه:(وفي قراءةٍ بضمِّها … ) إلى آخره: يُبيِّنُ أَنه قُرئَ بضمِّ النون، والزايُ بدلُ الراء من أنشز (١)؛ أي: رفع؛ فالمعنى:{نُنْشِزُهَا}؛ أَي: نرفع بعضَها على بعض.
وقولُه:(فنظر إليها … ) إلى آخره: لعلَّ هذا مأخوذٌ من قوله {فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ}.
وقولُه:(عِلم مشاهدةٍ): يدلُّ لذلك قولُه: {وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ}.
وقولُه:(أَمرٌ من الله له): هذا على القراءة بصيغة الأَمرِ وهمزةِ الوَّصل، وأَمَّا على القراءة بصيغةِ المضارع وهمزةِ القطع؛ فهو إِقرارٌ من صاحب الحمارِ لكمالِ قدرةِ الله.
* * *
(١) قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو: {نُنْشِرُهَا} بضم النون الأولى وبالراء، وقرأ عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي: {نُنْشِزُهَا} بالزاي، وقد روى أبان عن عاصم {نَنْشُرُهَا} بفتح النون الأولى وضم الشين والراء، وروى أيضًا عبد الوهاب عن أبان عن عاصم: {نَنْشُزُهَا} بفتح النون وضم الشين مثل قراءة الحسن وأبي حيوة، والزَّعْفَرَانِيّ، والمفضل. ينظر: «السبعة في القراءات» (ص ١٨٩)، و «مختصر في شواذ القرآن» لابن خالويه (ص ٢٣)، و «معاني القراءات» للأزهري (١/ ٢٢٢)، و «الكامل في القراءات» للهذلي (ص ٥٠٩).