وقولُه:(علامتهم): تفسيرٌ لـ «سِيماهم»؛ لأَنَّ السِّيما في اللغة: العلامةُ (١)، وأَوضحَ المؤلِّفُ هذه العلامةَ بقوله:(من التواضع وأَثر الجَهد): لأَنَّ الفقرَ يُورثُ ضعفًا وجهدًا.
وقولُه:(شيئًا فيُلحفون): يريد أَنَّ نفيَ السؤال عنهم ثناءٌ عليهم بترك السؤال مُطلقًا، وأَنَّ السؤالَ يُفضي إلى الإِلحاف وهو الإِلحاحُ في المسألة، وليس المرادُ نفيَ السؤالِ بإلحافٍ؛ فإِنَّ تركَ السؤالِ مُطلقًا أَفضلُ وأَكملُ في التعفُّف.
وقولُه:(لا سؤالَ لهم أصلًا … ) إلى آخره: يؤكدُ ما سبق؛ أَنَّ المرادَ نفيُ السؤالِ عنهم مُطلقًا، وإذا لم يسألوا مُطلقًا؛ لم يكن منهم إِلحافٌ؛ لأَنَّه إذا انتفى المعنى العامُّ انتفى الخاصُّ فَلَزِم أَلَّا يقعَ منهم سؤالٌ بإِلحافٍ.
وقولُه:(فمُجازٍ عليه): يريدُ أنَّ قولَه تعالى: {فَإِنَّ اللَّه به عليمٌ} يتضمَّنُ الإخبارَ بالجزاء، فإنَّ إخبارَه تعالى بعلمِه بأعمالِ العبادِ يتضمَّنُ الوعدَ أو الوعيدَ بحسبِ المقامِ.