وقولُه:(أَي: حَبسوا أَنفسَهم … ) إلى آخره: تفسيرٌ لقوله تعالى: {أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ}، وأَنَّ معنى {أُحْصِرُوا}: حَصروا؛ أي: حبسوا أَنفسَهم عن الجهاد فمنعَهم ذلك من التكسُّبِ والضربِ في الأرض للتجارة.
وقولُه:(سفرًا): فسَّرَ الضربَ في الأرض بالسفر، وهو صحيحٌ، كما يشهد له قولُه تعالى:{وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ}[النساء: ١٠١]. وقولُه:(للتجارة … ) إلى آخره: بيانٌ للغرض من الضَّربِ في الأرض.
وقولُه:(لشُغلهم عنه بالجهاد): تعليلٌ لعدم استطاعتهم الضربَ في الأرض.
وقولُه:(عنه): أَي: عن الضرب في الأرض.
وقولُه:(بحالهم): خَصَّ الجهلَ في الآية بالجهل بحالِ أُولئك الفقراءِ؛ لدلالةِ السياقِ على ذلك. وقولُه:(لتعفُّفهم عن السؤال وتركِه): تعليلٌ لحسبان الجاهلِ أَنهم أغنياء، وهذا التعليلُ مُستفادٌ من {مِنَ} في قوله: {مِنَ التَّعَفُّفِ}؛ فإنها للتعليل.
وقولُه:(يا مخاطَبًا): يريدُ أنَّ قولَه تعالى: {تَعْرِفُهُمْ} خطابٌ عامٌّ لكلِّ من يصلحُ له الخطابُ، النبيُّ أو غيره.