للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقولُه: (والجملتان تأكيدٌ للأولى): يريد بالجملتين {وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ} {وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ}، والجملة الأولى: {وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ}.

وقولُه: (خبرُ مبتدأ محذوف … ) إلى آخره: يُبيِّنُ مُتعلقِ الجار والمجرور {للفقراء} وأَنه مُتعلقٌ بمحذوفٍ هو خبرٌ لمبتدأ محذوفٍ قدَّره المؤلِّف: الصدقاتُ للفقراء؛ أَي: حقٌ للفقراء.

وقولُه: (أَي: حَبسوا أَنفسَهم … ) إلى آخره: تفسيرٌ لقوله تعالى: {أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ}، وأَنَّ معنى {أُحْصِرُوا}: حَصروا؛ أي: حبسوا أَنفسَهم عن الجهاد فمنعَهم ذلك من التكسُّبِ والضربِ في الأرض للتجارة.

وقولُه: (سفرًا): فسَّرَ الضربَ في الأرض بالسفر، وهو صحيحٌ، كما يشهد له قولُه تعالى: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ} [النساء: ١٠١]. وقولُه: (للتجارة … ) إلى آخره: بيانٌ للغرض من الضَّربِ في الأرض.

وقولُه: (لشُغلهم عنه بالجهاد): تعليلٌ لعدم استطاعتهم الضربَ في الأرض.

وقولُه: (عنه): أَي: عن الضرب في الأرض.

وقولُه: (بحالهم): خَصَّ الجهلَ في الآية بالجهل بحالِ أُولئك الفقراءِ؛ لدلالةِ السياقِ على ذلك. وقولُه: (لتعفُّفهم عن السؤال وتركِه): تعليلٌ لحسبان الجاهلِ أَنهم أغنياء، وهذا التعليلُ مُستفادٌ من {مِنَ} في قوله: {مِنَ التَّعَفُّفِ}؛ فإنها للتعليل.

وقولُه: (يا مخاطَبًا): يريدُ أنَّ قولَه تعالى: {تَعْرِفُهُمْ} خطابٌ عامٌّ لكلِّ من يصلحُ له الخطابُ، النبيُّ أو غيره.

<<  <   >  >>