للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{كُلُّ نَفْسٍ} جزاءَ {مَا كَسَبَتْ} عملت من خيرٍ وشرٍّ {وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} بنقصِ حسنةٍ أَوْ زيادةِ سيئةٍ.

وقولُ المؤلِّف: (صادقين في إيمانكم): بيانٌ أَنَّ المرادَ بالإيمان في جملة الشرطِ هو الإيمانُ الصادقُ؛ لأَنَّه هو الذي يمنع من مقارفة الذنوبِ، وبهذا يزول الإشكالُ عن التقييد بالإيمان مع أَنَّ الخطابَ في الآية للمؤمنين.

وقولُه: (فإِنَّ من شأنِ المؤمنِ امتثالَ أَمرِ اللهِ): بيانٌ لوجه تقييدِ تركِ الربا بالإيمان؛ فالمعنى: أَنَّ المؤمنَ هو الذي يترك ما حرَّمَ اللهُ بوازع الإيمان.

وقولُه: (نزلت … ): إلى آخره: يُشير إلى سبب نزول هذه الآياتِ، وقد سبق بيانُه فيما نقله ابنُ كثير.

وقولُه: (ما أُمرتم به): يريد: ما أُمرتم به من ترك ما بقي من الربا في قوله تعالى: {وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا}.

وقولُه: (اعلموا): الأذنُ بالشيء: العلمُ به بعد الإعلام، والإذانُ والأذانُ: هو الإعلام كما قال تعالى: {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [التوبة: ٣] (١).

وقولُه: (لكم … ) إلى آخره: يريد: أَنَّ الخطابَ للذين لم يفعلوا ما أُمروا به، وأَنَّ قولَه: {بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} تهديدٌ للذين أَصرُّوا على أَخذ الربا.

وقولُه: (لا [يدان] (٢) لنا بحربه): أَي: لا قدرةَ لنا بحربِ اللهِ ورسولِه، فمَن كان اللهُ ورسولُه حربًا له فله الهلاكُ والخسرانُ والعقابُ الشديدُ.

وقولُه: (رجعتم عنه): أي: رجعتم عن المطالبة بما بقي من الربا عند المدينين.


(١) ينظر: «المفردات» للراغب (ص ٧٠).
(٢) هذا ترجيح شيخنا كما سبق.

<<  <   >  >>