وقولُه:(الذاكرةُ): بيانٌ للمراد من {إِحْدَاهُمَاْ} الثانية فـ {إِحْدَاهُمَاْ} الأولى هي الناسيةُ، فالذاكرة هي: التي تُذَكِّرُ الناسيةَ.
وقولُه:(الناسيةَ): بيانٌ للمراد بالأخرى، والمُذكِّرة للناسية هي الذاكرةُ التي لم تنس فالذاكرة تُذَكِّرُ الناسيةَ.
وقولُه:(وجملةُ الإذكارِ): يريد قوله تعالى: {فَتُذَكِّرَ}.
وقولُه:(محلُّ العلةِ): يبيِّن أن العلَّة في تعدُّدِ المرأتين هو: تذكيرُ إحداهُما للأخرى إن نسيتْ، ويؤيِّدُ ذلك أنه قُرِأ:{إنْ تَضِلَّ} بكسر الهمزة وتكونُ شرطيةً وجواب الشرطِ؛ {فتُذَكِّرْ}.
وقولُه:(ودخلت على الضلال): يريد: لامَ التعليل؛ لأن التقديرَ عند المؤلِّف:«لأن تَضِلّ». وقولُه:(وفي قراءةٍ … ) إلى آخره: يشير إلى أن قوله: {أَنْ تَضِلَّ} في همزة {أن} قراءتان: بفتحِ الهمزة، وهي قراءةُ الجمهور، و {أَنْ} مصدريةٌ، ولذا نصبَ الفعلَ بعدها، والقراءةُ الأخرى: بكسر الهمزة، وتكون شرطيةً، ومَن قرأ بكسرِ همزةِ {إن} قرأ {تُذَكِّرَ} بالرفع (١)، وعلى هذا يقول المؤلِّف: تكون جملة {تُذَكِّرَ} مُستَأْنَفةً، وهي: جوابُ الشرط.
وقولُه:(زائدةٌ): يريد: أن {ما} التي بعد {إذا} زائدةٌ في الإعراب؛ لأنه ليس لها معنى إلا التأكيد.
وقولُه:(إلى تحمُّلِ الشهادةِ وأَدائها): بيانٌ لِما يُدْعَى إليه الشهودُ وهو إما تحمُّلُ الشهادةِ عند كتابةِ العقدِ، وإما إلى أدائِها في حال الخصومة.
(١) قرأ حمزة: {إِنْ تَضِلَّ} بكسر الألف على محض الشرط، {فَتُذَكِّرُ} بتشديد الكاف وضم الراء، والفاء جواب الشرط. وفتح الباقون الألف من {أَنْ تَضِلَّ}، والراء من {فَتُذَكِّرَ}. وأسكن الذال من قوله: {فَتُذْكِرَ} ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب، وخفضوا الكاف، وقرأ الباقون: {فَتُذَكِّرَ}. ينظر: «السبعة في القراءات» (ص ١٩٣)، و «النشر في القراءات العشر» (٢/ ٢٣٦).