للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقولُه: (مِنْ الْحُور وغيرها): يريد أنَّ أزواج المؤمنين في الجنة؛ أي زوجاتُهم بعضُهن من الحور التي خلقهن الله لِيَكُنَّ أزواجًا للمؤمنين، وبعضهن من غيرهن، وبعضُهن من غير الحور من المؤمنات اللاتي يدخلن الجنة فهن من نساء الدنيا سواءً كن في الدنيا مُزوَّجات أو غير مُزوَّجات، كما قال تعالى: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِم} [الرعد: ٢٣]، والله أعلم بتفاصيل ذلك (١).

وقولُه: (مِنْ الحَيضِ وكلِّ قَذَرٍ): المعنى: أنَّ زوجات المؤمنين في الجنة مُطهَّرات، من الحور العين وغيرهن، مُطهَّرات من عيوبِ نساء الدنيا من الحيض والبول والغائط، الخَلقية والخُلقية وكل قذرٍ، بل الأزواج من المؤمنات أكملُ من الأزواج من الحور؛ بفضل الإيمان والعمل الصالح (٢).


(١) للاستزادة ينظر: حادي الأرواح (١/ ٤٧٠ - ٥٠٦).
(٢) جاء معنى هذا في حديث طويل أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (٨٧٠)، و «الأوسط» (٣١٤١) وأورده الضياء في «صفة الجنة» (١١٩) من طريق بكر بن سهل الدمياطي، ثنا عمرو بن هاشم البيروتي، ثنا سليمان بن أبي كريمة، عن هشام بن حسان، عن الحسن، عن أمه، عن أم سلمة، « .... قلت: يا رسول الله، أنساء الدنيا أفضل أم الحور العين؟ قال: ((بل نساء الدنيا أفضل من الحور العين كفضل الظهارة على البطانة)). قلت: يا رسول الله، وبم ذاك؟ قال: ((بصلاتهن وصيامهن وعبادتهن لله عز وجل)). وقال الضياء: «لا أعلمه إلا من طريق سليمان بن أبي كريمة، وفيه كلام».
قلنا: ولا خلاف في ضعفه. قال العقيلي في «الضعفاء» (٢١٣٨، رقم ٦٢٧): «سليمان بن أبي كريمة عن هشام بن حسان، يحدث بمناكير ولا يتابع على كثير من حديثه»، وذكر هذا الحديث، وقال: «لا يعرف إلا به».
وقال ابن عدي في «الكامل» (٤/ ٢٥٠، رقم ٧٤٠): «وعامة أحاديثه مناكير، ويرويه عنه عمرو بن هاشم البيروتي».
وذكره ابن الجوزي في «الضعفاء والمتروكين» (٢/ ٢٤، رقم ١٥٤٢)، والذهبي في «المغني في الضعفاء» (١/ ٢٢٨، رقم ٢٦١٦)، وفي «ديوان الضعفاء والمتروكين» (ص ١٧٥، رقم ١٧٧٢).

<<  <   >  >>