للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقولُه: (فَقَالُوا: لن يخلقَ ربُّنا خلقًا أكرمَ عليه مِنَّا ولا أعلمَ): نسبةُ هذا القول إلى الملائكة لا يجوز الجزمُ به - لأنه مِنْ الغيب - إلَّا بنقلٍ صحيح (١).

وقولُه: (فخلقَ الله - تعالى - آدمَ مِنْ أديمِ الأرض … ) إلى آخره: ما دلَّ عليه من أنَّ آدم خُلِقَ من تراب من طين فهو معلوم بالضرورة من دَلالة القرآن، وأمَّا سائر ما تضمَّنه الكلام من التفصيل فقد جاءت فيه آثارٌ كثيرة رواها ابن جرير وغيره (٢)، ثم إنَّ قول المؤلِّف: (فخلقَ اللهُ آدم) يقتضي أنَّ قوله تعالى: {إنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} كان قبل خلقِ آدم، وظاهرُ سياق القرآن أنه بعدَه، وخلقُ آدمَ تعقبُه وجودُ الملائكة له بأمرِ الله تعالى، ثم إنه - تعالى - أظهر فضلَ آدم عليهم بتعليمه أسماءَ كلِّ شيء، وعجز الملائكة عن معرفتها حتى أنبئَهم آدم بها بأمر الله - تعالى - كما في الآيات التالية، وعلى هذا فقوله: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ} متقدِّمٌ على قوله: {إنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً}.

* * *


(١) لم يصح في ذلك خبر مرفوع، وقد روي بنحوه عن الربيع بن أنس، وعن أبي العالية. ينظر: «تفسير الطبري» (١/ ٥٣٣)، و «تفسير ابن أبي حاتم» (١/ ٨٣، رقم ٣٥٦).
(٢) ينظر: «تفسير الطبري» (١/ ٤٨٢ - ٤٨٨).

<<  <   >  >>