للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقولُه: (تبكيتًا): أي قال لهم {أَنْبِئُونِي} على وجهِ التبكيت (١) لهم على تفضُّلِهم على آدم، وأنهم أولى بالاستخلاف منه، فامتحنَهم الله بعرضِ المسمَّيات عليهم واستخبارِهم عن أسمائها؛ ليظهرَ عجزَهم وفضلَ آدم عليهم.

وقولُه: (الْمُسَمَّيات): يريد أنَّ هؤلاء اسم إشارة إلى المسمَّيات المعروضة على الملائكة. وقولُه: (في أني لا أخلقُ أعلمَ منكم أو أنكم أحقُّ بالخلافةِ): يبيِّن المؤلِّف بما ذكر دعوى الملائكة التي طُولب بالبرهان على صدقِهم فيها، وهو علمُ الأسماء، ودعواهم تلك يدلُّ عليها قولهم: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ}. وقولُه: (وجوابُ الشرط دلَّ عليه ما قبلَهُ): الشرطُ قوله تعالى: {إِنْ كُنْتُمْ}، وجوابه محذوف دلَّ عليه قوله تعالى: {أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ}.

وقولُه: (تنزيهًا لكَ): هذا تفسير لقوله: {سُبْحَانَكَ} إذ معنى التسبيح: التنزيه، و «سبحان» مصدرٌ بمعنى التنزيه لا يتصرف؛ لأنه ملازمٌ للنصب.

وقولُه: (عن الاعتراضِ عليك): تنبيهٌ إلى أنَّ قولهم: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا} لم يكن على وجهِ الاعتراض، بل هو السؤالُ عن الحكمة.

وقولُه: (تأكيدٌ للكافِ): يريد بذلك الضميرَ المنفصل {أَنْتَ}، ذُكِرَ تأكيدًا للضمير المتصل الواقع اسم إنَّ وهو: الكاف {إِنَّكَ}، فكلٌّ من الضمير المتصل والمنفصل في محلِّ نصبٍ بـ «إنَّ». وقولُه: (الذي لا يخرجُ شيء عن علمِه وحكمتِه): يريد أنَّ علمَه محيطٌ بكل شيء، وأنَّ له حكمةٌ في كلِّ شيء.

وقولُه: (أي: الملائكةُ): يريد أنَّ الضمير بالهاء والميم في قوله: {أَنْبِئْهُمْ} يعود على الملائكة. وقولُه: (المسمَّيات): يريد أنَّ الضمير في قوله: {بِأَسْمَائِهِمْ} راجعٌ إلى المسمَّيات، فيكون التقدير: أَنْبِئهُم بأسماء المسمَّيات.


(١) التبكيت: هو التقريع والتوبيخ. ينظر: «لسان العرب» (٢/ ١١).

<<  <   >  >>