يُنتفع به مما خلقَه الله لعباده في الأرض؛ كما قال تعالى:{هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا}[البقرة: ٢٩](١).
وقولُه:(وقتَ انقضاءِ آجالكم): من المعلوم بالحسِّ والشرع أن تمتُّعُ الإنسان بما في الأرض من متاعٍ غايتُه الأجل المقدر لحياته فينتهي المتاع بانتهاء الحياة.
وقولُه:(ألهمَهُ إياها … ) إلى آخره: هذا تفسير لـ «تلقى»؛ فمعنى {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ}: ألهمَه الله كلمات، وعلى قراءة رفع {كَلِمَاتٌ} المعنى: فجاه من ربِّه كلماتٌ، وهذا الكلمات بينها - تعالى - في سورة الأعراف:{قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}[الأعراف: ٢٣]، وهذا استغفارٌ متضمِّنٌ للتوبة النَّصوح، فقَبِلَ اللهُ توبتهما؛ لأنه - تعالى - هو التوَّاب الذي يُوفِّقُ من شاء للتوبة، ويقبل التوبة ممن تاب إليه، وهو الرحيم بعباده، وتوبتُه على التائبين من رحمتِه بهم.
* * *
(١) واختاره الماوردي في تفسيره (١/ ١٠٨)، والزمخشري في «الكشاف» (١/ ٢٥٥)، وابن عطية في «المحرر الوجيز» (١/ ١٨٧).