وغيره وحدثت وانتفع الناس بعلمها ولي منها إجازة· وهي من نساء الحديث المشهورات ذات لهجة صادقة ولذلك عدت من المحدثين·
[زينب ابنة محمد بن عثمان بن عبد الرحمن الدمشقية]
كانت أحسن نساء زمانها منظراً، وأعذبهن مقالاً، وأفصحهن منطقاً، وأعلمهن بالفقه والحديث وكان يعرف أبوها بابن العصيدة، حدثت بالإجازة العامة عن فخر الدين ابن الحجار وغيره· ومن تلامذتها: الحافظ ابن حجر وله منها إجازة وعمرت أكثر من مائة سنة وعشر سنين وكانت حلقة درسها لا تقل عن الخمسين طالباً للحديث ولم يسمع بامرأة مثلها فتحت حلقة درس واجتمع فيه طلاب مثل طلاب حلقة درسها·
[زينب ابنة عثمان بن محمد لؤلؤ الدمشقية]
كانت من أفاضل العلماء ولها اليد الطولى في علوم السنة سمعت من الحافظ ابن حجر وأخذ منها الحافظ ابن حجر· وتوفيت سنة ثمانمائة ولها رسائل في الفقه، والسنة استند عليها كثير من العلماء·
[زينب المرية]
هي ابنة أحد مشاهير العرب ولدت بالمرية من أعمال الأندلس ولم نقف على تاريخ ولادتها واسم أبيها والذي وصل إلينا أنها كانت ذات حسن وجمال، وبهاء وكمال، وأدب وظرف، وتهذيب ولطف· رقيقة المعاني جزلة الألفاظ حاضرة النادرة لها شعر بديع جالست الأدباء وساجلت الشعراء حتى أنها كان يشار إليها بالبنان في ذلك الأوان، ومن شعرها: يا أيها الراكب الغدي مطيته=عرّج أنبئك عن بعض والذي أجد ما عالج الناس من وجد تضمنهم=إلا ووجدي بهم فوق الذي وجدوا حسبي رضاه وإني في مسرته=ووده آخر الأيام أجتهد وتوفيت بالمرية مأسوفاً عليها من ذوي الأدب وأهل العلم·
[زينب ابنة حدير]
كانت من عاقلات ذاك العصر وأطوعهن لأزواجهن وكان زوجها القاضي شريح كما روى عنه الشعبي فإنه قال: قال لي شريح: يا شعبي، عليكم بنساء بني تميم فإنهن النساء قلت: وكيف ذلك؟ قال: انصرفت من جنازة ذات يوم ظهراً فمررت بدور بني تميم فإذا امرأة جالسة في سقيفة على وسادة وفي جانبها ذات يوم ظهراً فمررت بدور بني تميم فإذا امرأة جالسة في سقيفة على وسادة وفي جانبها جارية كأنها البدر في الليلة الداجية، فاستقيت فقالت لي: أي الشراب أعجب إليك النبيذ أم اللبن أم الماء؟ قلت: أي ذلك تيسر عليكم فقالت: اسقوا الرجل لبناً فإني أخاله غريباً· فلما شربت نظرت إلى الجارية فأعجبتني، فقلت: من هذه؟ قالت: ابنتي· قلت: وممن؟ قالت: زينب بنت حدير إحدى نساء تميم، ثم إحدى نساء بني حنظلة، ثم إحدى نساء بني طهية· قلت: أفارغة أم مشغولة؟ قالت: بل فارغة· قلت: أتزوجينيها؟ قالت: نعم، إن كنت كفؤاً، لها عم فاقصده· فانصرفت إلى عمها فقال: يا أبا أمية ما حاجتك؟ قلت: إليك· قال: وما هي؟ قلت: ذكرت لي بنت أخيك زينب بنت حدير· قال: ما بي عنك رغبة ولا بك عنها مقصر وإنك لنهزة وزوجني بها وبارك القوم لي، ثم