وكم من جحفل فيهم ... عظيم النار والموكب
وكم من خضرم فيهم ... نجيب ماجد منجب
[أميمة ابنة عبد المطلب الهاشمية]
كانت صاحبة جمال وجلال, وفصاحة وذكاء وبلاغة, وسخاء وشعر ونثر, ونسب وفخر. قال لها أبوها يوما مع إخوتها أسمعيني شعرك رثاء بي كأني ميت. فقالت له: أعيذك من ذلك: فقال: لا بد من أن تقولي فقالت:
ألا هلك الراعي العشيرة ذو الفقد ... وساقي حجيج الله حامي عن المجد
ومن يألف الضيف الغريب بيوته ... إذا ما سماء الناس تبخل بالرعد
كسبت وليدا خير ما يكسب الفتى ... فلم تنفك تزداد يا شيبة الحمد
أبو الحارث الفياض خلى مكانه ... فلا تبعدن إذ كل حي إلى بعد
فإني لباك ما بقيت وموجع ... وكان له أهلا لما كان من وجد
سقاك ولي الناس في القبر ممطرا ... وسوف أبكيه وإن كنت في اللحد
وقد كان زينا للعشيرة كلها ... وكان حميدا حيثما كان من حمد
[أم هارون رضي الله عنها]
كانت من الخائفات العابدات وكانت تأكل الخبز وحده وكانت تقول: ما أنشرح إلا بدخول الليل فإذا طلع النهار اغتممت, وكانت تقوم الليل كله فتقول: إذا جاء السحر دخل قلبي الروع وصرخت مرة فسمعت قائلا يقول: خذوها فوقعت مغشيا عليها وما دهنت رأسها بدهن مدة عشرين سنة, وكانت إذا كشفت رأسها وجد شعرها أحسن من شعر النساء, وكانت إذا عرض لها الأسد في البرية قالت له: إن كان لك في شيء فكل فيولي راجعا عنها -رضي الله عنها.
[أمة الجليل رضي الله عنها]
كانت من العابدات الزاهدات, واختلف مرة العابدون في تعريف الولاية على أقوال فقالوا: امضوا بنا إلى أمة الجليل. فقالوا لها: ما الذي عندك من تعريف الولاية؟ فقالت: ساعات الولي ساعات شغل عن الدنيا ليس لولي في الدنيا ساعة يتفرغ منها لشيء دون الله عز وجل, ثم قالت لواحد منهم: من حدثكم أن أولياء الله تعالى لهم شغل بغير الله تعالى فكذبوه رضي الله عنها.
[إنياس خليلة شارل السابع ملك فرنسا]
ولدت في قرية "فرومنتو" من "تورين" نحو سنة ١٤٠٩ م, وتوفيت نحو سنة ١٤٥٠م وهي ابنة "سوريل دوسان جيرار" أحد أعوان الكونت" دوكليرمون". كانت في أول أمرها رفيقة ل "إيزابو دو سورينه" دوقة "أنجو".
وسنة ١٤٣١ م صبحت سيدتها إلى باريس وزارت بلاط "شارل الرابع", فلما رآها "شارل" المذكور فتن بجمالها وسحر بمحاسنها فأبقاها لديه وجعلها رفيقة للملكة, ثم اتخذها عشيقة بعد أن ماطلته وردت مطاليبه وبلته بهيام شديد. وثقال: إنها لم تستخدم ما كان لها عليه من السطوة إلا لإنهاض همته وإثارة الحمية في صدره لأنه كان قد استغرق في اللذات بينما كان الإنكليز يفتحون بلاده, وبذلك أنقذت فرنسا من وبال عظيم, وخطر جسيم فتمكن جبها من قلب "شارل" فأجزل لها العطاء وفتح لها كفه ضفة نهر ال "مرن" بقرب "سانمور" ولذلك لقبت بمدام "لوبوتي" ومعناه سيدة "بوتي" أو الجمال, وفي ذلك من التورية ما لا يخفى وكانت الملكة نفسها تحبها وتكرم مثواها