للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حالي وشدة مصابي فتنازلي وانظري بعض النظر في مقامي واعلمي أن في "ماري ستوارث" خلفاً وأي خلف لعرش "اسكتلانده" إنما أنا عالمة أنك تقصدين التنكيل بي, وأعلم السبب الداعي إلى ذلك ولكنني لا أخاف تنكيلاً, ولا أرهب وعيداً ولا تهديداً فإن "أليصابات" لم تعرف بعد أي عظيمة ضمها صدر "ماري ستوارث" فسأتحمل الظلم بنفس راضية دون أن أفوه ببنت شفة مكتفية بأن لي رباً ينصف المظلوم من الظالم وهو الذي يشيد الممالك ويقوضها, ويرفع الملوك ويخفضها, فليهنأ لك الملك يا "أليصابات" ولتقر عينك به وقد خلا لك الجو فاملكي واسرحي وامرحي, ولكنني أذكرك في الختام أن لا تحكمي بغير العدل والإنسانية والسلام.

فأجابتها أليصابات بما يأتي: إنني لا أقابلك أيتها السيدة حتى يبيض فوداك وتصفر خداك من سجون إنكلترا وأنت لا تتركينها ساعتئذٍ إلا لتمثلي رواية محزنة يكون لك فيها الدور الأول والسلام.

[ماري دوارليان]

وهي ابنة الملك "لويس فيلب الثاني". ولدت في بالرمو سنة ١٨١٣ م وتزوجت سنة ١٨٣٧ م بألكسندر دوق دوود تمبرغ, وتوفيت سنة ١٨٣٩ كانت مغرمة بالفنون المستظرفة ولاسيما صناعة الحفر ومن محفوراتها تمثال جان دارك حفرته, ولها من العمر٢٠ سنة, وهو الآن في قاعة التحف في "فرسالياه" وقد حفرت تماثيل أخرى وصورت صوراً كثيرة ظريفة جداً.

[مادام بلانشار]

كانت من اللواتي اشتهرن بفن البالون أي المركبة الهوائية وكان زوجها "بلانشار" قد سقط ثروته وخسر كل ما كان قد جمعه فأمسى فقيراً حتى إنه قال لها وهو على فراش الموت: إنه لا يرى لها فرجاً بعد موته إلا بأن تقتل نفسها شنقاً أو غرقاً.

ولكنها صممت على المسير في السبيل الذي كان زوجها يسير فيه وبناء على ذلك شرعت في الصعود في الهواء وغير ذلك, فصعدت مراراً كثيرة ونجحت كل النجاح, وأتقنت العمل وتشجعت حتى إنها كانت تعرض نفسها لأخطار كثيرة, وكانت هذه المخاطرات واسطة لتشديد رغبة القوم في التفرج على أعمالها وبالنتيجة كانت تزيد مداخيلها المالية وكثيراً ما كانت تصادف من المخاطر ما كان يكاد يأتيها بالهلاك, وصعدت مرة فأملت منها عنان مركبتها فسقطت بها إلى مكان موحل يغرق من سقط فيه فتعلقت المركبة في الأشجار.

وكانت تندفع من مكان إلى مكان بشدة مخيفة حتى ظن القوم الذين كانوا يتفرجون عليها أنها تهلك إذا لم يبادر أهل القرى المجاورة لتخليصها, أما عدد صعودها في الهواء صعوداً عمومياً فكان بين الخمسين والستين مرة, وكانت في كل مرة تعمل أعمالاً تختلف عن التي عملتها في غيرها.

وفي سنة ١٨١٩ م للميلاد صممت على أن تقيم وهي طائرة في المركبة أعمالاً نارية كالتي يقيمونها في الأفراح والأعياد والولائم, وكانت تربط الأسهم النارية في المركبة بحيث تقدر أن تشعلها بقضيب طويل في رأسه نار مشتعلة, وكانت تشعلها وتقطع الرباط فتقع مشتعلة إلى أسفل فيراها المتفرجون, هذا ومعلوم أن من أغرب الأعمال التي عملها بشر هذا العمل الذي كانت تتجاسر أن تعمله امرأة لأنها كانت تصعد إلى الهواء وتبعد عن الأرض ألوفاً من الأقدام بواسطة مادة قابلة جداً للاحتراق, وموضوعة في ظرف رقيق قابل

<<  <   >  >>