ما خبرتها عن مقام إلا كان الخبر لها عبانا.
ماتت في طريق العمرة بمكة سنة ثلاث وعشرين ومائتين.
[فاطمة بنت الإمام السيد أحمد الرفاعي الكبير]
كانت عابدة فاتنة صالحة حافظة لكتاب الله فقيهة في دين الله محافظة على الدين مكرمة للصالحين خاشعة قانعة باكية، هائمة في الله تعالى شغلها حب الله تعالى عن غيره.
رأى الشيخ الفاروقي - قد س سره - رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام والسيدة فاطمة هذه وأختها السيدة زينب بين يديه والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: فاطمة فاطمتي، وزينب زينبي وبنتاي وبنتا ولدي أحب أهل هذا البيت يا عمر. فأفاق الفاروقي مندهشا وغشي عليه الليل كله، فلما أصبح استأذن على السيدة فاطمة، فلما وقف وراء الحجاب قالت له بصوت حزين وخشية وأنين قبل أن يذكر رؤياه: جدنا بنا رحيم صلى الله عليه وسلم.
أخذ عنها القراءة ولدها السيد أبو إسحاق إبراهيم الأعزب وولدها السيد نجم الدين أحمد - رضي الله عنهما - وسمعا منها حديث الرسول وحدث عنها السيد أحمد الصبان - رضي الله عنه - في كتاب (الوظائف) .
ونقل عنها الشيخ محيي الدين إبراهيم بن عمر الفاروقي أنها أنشدت في مجلس درسها بيتا حفظته أخته الصالحة خديجة الفارسية ورواه عنها وهو:
نموت على التقوى ونحشر في غد ... على خالص الإيمان والبر والتقوى
توفيت بأم عبيدة سنة تسع وستمائة ودفنت بالمشهد الأحمدي - رضي الله عنها.
[فاطمة بنت السيد عبد الرحيم الرفاعي]
وتلقب ملكة. قال الإمام أحمد الزبرجدي الكبير - قدس سره - حين ذكرها: السيد فاطمة أخت القطب الجليل السيد أحمد الصياد بن الرفاعي - قدس الله سره - العزيز يلقبها أهل بيتهم ملكة. كانت صالحة عارفة عالمة عابدة خاشعة، حجت مع أخيها السيد عز الدين أحمد الصياد الشهير سنة ثلاث وأربعين وستمائة وزارت مدينة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما تمثلت أمام قبر جدها عليه السلام قالت:
يا رب إ قبلت لديك زيارتي ... فاجعل [بطيبة] قرب طه مدفني
ثم غشي عليها فرفعوها إلى محلها فماتت ذلك اليوم ودفنت بالقرب من حرم النبي صلى الله عليه وسلم، ومرقدها المبارك معروف يزار بالمدينة ويترك به - رضي الله عنا - وهي حفيدة الغوث الأكبر سيد الأولياء السيد أحمد الرفاعي - رضي الله عنه - من بنته السيدة العارفة بالله الشريفة زينب ووالدها القطب الأعظم السيد عبد الرحيم الرفاعي الحسيني - رضي الله عنهم أجمعين.
[فاطمة علية]
هي ابنة العلامة المفضال المؤرخ الشهير جودت باشا، ناظر العدلية العثمانية سابقا. ولدت فاطمة علية في الأستانة العلية ليلة الثلاثاء السابع والعشرين من شهر ربيع الثاني سنة ١٢٧٩ هجرية الموافق ٩ تشرين الأول (أكتوبر) سنة ١٨٦٢ ميلادية. ولما تولى والدها ولاية حلب الشهباء سنة ١٢٨٢ هجرية كان عمرها ثلاث سنوات ولما ظهر عليها من أمرات النجابة أحبها حبا شديدا فأخذها معه ومكثت عنده مدة ولايته وهي سنتان تحت ناظريه.
ولما رجع إلى الأستانة استحضر لها معلمين ومعلمات وهو تقلب في جملة وظائف مهمة في الدولة العثمانية إلى أن بلغت من العمر أربع عشرة سنة فتعين والدها في ولاية ثانية، وكان ذلك في سنة ١٢٩٢ هجرية، فذهبت