فأدى إلى نهج سياسة مضادة لأهل الحرية.
وكانت نتيجة ذلك سقوط وزارة "ترفايز" في السنة التالية وقيام وزارة أخرى تميل على الحزب النظامي وذلك في سنة ١٨٥٧ م وتولى "اودونل" قيادة العساكر التي أنفذت لمحاربة مراكش فاستظهر على المراكشيين وانتهت الحرب سنة ١٨٦٠ م.
ثم تداخلت "إيزابيلا" مع فرنسا في أمور المكسيك وأرسلت إليها جيشا تحت قيادة الجنرال "بريم" سنة ١٨٦١ م, وسنة ١٨٦٢ م, إلا أن الجنرال المذكور لم يلبث أن قصر حبل المداخلة وحاولت الملكة الاستيلاء على "سنتود" و"منفو" و"بيرو" و"شيلي" ففشلت. وفي سنة ١٨٦٦ م استعفى وزراؤها فاضطر الأمر على تقرير قرار مبطل نظام سنة ١٨٦١ م الذي بموجبه ضمت جمهورية "دومينيكا" إلى الملكة وفي السنة نفسها أمرت ببيع جميع الأملاك المختصة بأفراد البيت المذكور وصرفت أثمانها في أمور نافعة للأمة.
وفي سنة ١٨٦٦ م حملها الإكليروس والوزارة الجديدة التي تألفت تحت رياسة "ترفايز" على إبطال حرية المطبوعات وجعل التعليم العمومي في إيدي خدمة الدين فحدثت ثورات تولى قيادة بعضها "بريم" وذلك في السنة نفسها والسنة التالية. وكان الثائرون منتشرين في جهات مختلفة من البلاد غير أن مساعيهم هبطت لعدم انتظامهم. وخلف "ترفايز" في رياسة الوزارة "غنزالز برافو" فضاد أهل الحرية أكثر من سلفه غير أنه سنة ١٨٦٨ م ابتدأت الثورة في قادس فانتشرت في الحال في إسبانيا كلها ونشأ عنها فرار الملكة على فرنسا مع أولادها وعشيقها "مرفوري" وقسيسها "كلاريت" فقدم لها "نابليون الثالث" قصر "بوفاه" صدرت منه إعلانا على الشعب الإسبانيولي فأقامت به الحجة على الثورة.
وفي سنة ١٨٦٨ م صرح في "مدريد" بخلعها فاستوطنت "باريس" غير أنها أقامت مدة في "جنيفا" في أثناء الحرب التي جرت بين فرنسا وجرمانيا.
وفي ٢٥ حزيران (جون) سنة ١٨٧٠ م, تنازلت عن تخت الملك لابنها "ألفونس" فسمى نفسه "ألفونس الثاني عشر" في إسبانيا.
[إيزابيلا فيليب لوبل الملقبة بالفرنساوية ملكة إنكلترا]
والدها "فليب ملك فرنسا, ولدت سنة ١٢٩٢ م, وتوفيت سنة ١٣٥٨ م, وتزوجت "إدورد الثاني" ملك إنكلترا سنة ١٣٠٧ م. غير أنه أهملها لأن ندماءه الأشرار كانوا قد ملكوا قلبه فكان يوافقهم في جميع آرائهم ومشوراتهم فصرحت بخلعه بمساعدة أخيها "شارل لوبل" واستولت على زمام الملك بالوكالة عن ابنها "إدورد الثالث" سنة ١٣٦٢ م إلا أن عشيقها "روجر مرتيمر" أهلك "إدورد الثاني" في السنة التالية بعد أن أذاقه أمر العذاب فاغتاظ ابنها وخلع نيرها وأمر بقتل "مرتيمر" سنة ١٣٣٠ م أما هي فحسبها في سجن ماتت فيه بعد ٢٨ سنة. وقد زعم "إدورد الثالث" وحلفاؤه أن لهم حقا في ملك فرنسا لأن "إيزابيلا" المذكورة كانت من البيت الملكي الفرنساوي. وقيل: إنها لما توجهت إلى فرنسا لتسوية الخلاف الذي وقع بين أخيها وزوجها رأت كثيرين من الإنكليز الهاربين وهم من أصحاب "أرل لنكستر" وكان أكثرهم إقداما ونشاطا شاب اسمه "روجر مرتيمر" فجمعتهم غليها وقر رأيهم على خلع "إدورد".
وفي شهر أيلول (سبتمبر) سنة ١٣٢٦ م وصلت الملكة إلى ساحل "سفلك" بعساكر أجنبية مؤلفة من ٣٠٠٠ مقاتل تحت قيادة "روجر مرتيمر" و"جون منهينو" فأسرع لملاقاتها أكابر الأشراف والقسوس واستنجد "إدورد" برعاياه فلم ينجده أحد ففر هاربا على تخوم "ولس" فاقتفت الملكة أثره وقبضت عليه في دير "نيت" من "كونتيه كلامرغان", وأرسلته إلى قلعة "كبتلورس". وفي تلك الأثناء ألقي القبض على "هدلود سنسر" وقتل خنقا واجتمع المجلس العالي بأمر "إيزابيلا" و"مرتيمر" فأصدر قرارا في شهر يونيو سنة ١٣٢٧ م يؤذن بسقوط "إدورد أف كرنارفون" ونقله على قلعة "بيركلي" وكان حرسه من الأوباش فبقي فيها إلى أن وجد في ٣١ أيلول عند الصباح ملقى ميتا على فراشه. وكان قد سمع صراخ وأنين من غرفته ولم تبق جثته على حالها الطبيعية فدل ذلك على أنه قتل قتلا ذريعا والمظنون أن أمعاءه أحرقت بحديد محمى