يرى قتل الخيار عليه حقاً ... له من شر أمته وزير
ألا يا ليت حجراً مات موتاً ... ولم ينحر كما نحر البعير
فإن يهلك فكل زعيم قوم ... من الدنيا إلى هلك يصير
ومنها قولها:
دموع عيني ديمة تقطر ... تبكي على حجر ولا تفتر
لو كانت القوس على أسرة ... ما حمل السيف له الأعور
ومنها قولها:
لقد مات بالبيضاء من جانب الحمى ... فتى كان زيناً للكواكب والشهب
يلوذ به الجاني مخافة ما جنى ... كما لاذت العصماء بالشاهق الصعب
تظل بنات العم والخال حوله ... صوادي لا يرون بالبارد العزب
وماتت في خلافة معاوية بعدما وفدت عليه وأكرمها إكراماً زائداً.
[هند بن عتبة بن ربيعة بن عبد]
[شمس بن عبد مناف القرشية]
كانت تحت الفاكهة بن المغيرة المخزومي وتزوجت بعده بأبي سفيان ابن حرب وهي أم معاوية.
أسلمت في الفتح بعد إسلام زوجها أبي سفيان وأقرها النبي صلى الله عليه وسلم على نكاحها وكان بينهما في الإسلام ليلة واحدة وكانت امرأة نفس وأنفة ورأي وعقل.
وشهدت أحداً كافرة، وكانت تحرض النسا على القتال وترتجز:
نحن بنات طارق ... نمشي على النمارق
مشي القطا البارق
والمسك في المفارق ... والدر في المخانق
إن تقبلوا نعانق
ونفرش النمارق ... وتدبروا نفارق
فراق غير وامق
وتقول أيضاً:
ويها بني عبد الدار ... ويها حماة الأدبار
ضرباً بكل بتار
وكان أبو الدجانة الأنصاري أخذ سيفاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهجم على المشركين وألي بلاء حسناً حتى وصل على هند وهي ترتجز وخلفها النساء يضربن الدفوف خلف فالرجال، فأراد أن يعلوها بالسيف ثم امتنع خشية العار.
ثم أنه لما قتل حمزة مثلت به وشقت به واستخرجت كبده فلاكتها، فلم تطق إساغتها، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فدعى عليها وأصابه حزن شديد على ذلك.
ولما بويع رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من ضمن كلامه للنساء -وهند معهن-: "تبايعنني على أن لا تشركن بالله شيئاً".
قالت هند: إنك والله لتأخذ علينا م لا تأخذه على الرجال فسنأتيكه. وقال: "ولا تسرقن".
قالت: والله إني كنت لأصيب من مال