بقدومها أهل الكوفة تقاطروا عليها ومن جملتهم الشعبي وقد حدثتهم بما سمعته عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنها الشعبي جملة أحاديث.
وقيل: إنه لما قتل عمر بن الخطاب اجتمع أهل الشورى في بيتها وقضوا مآربهم في الخلافة بإطلاعها وأخذوا رأيها في ذلك. وقد روت جملة أحاديث رواها عنها بعض الصحابة.
[فاطمة بنت الوليد عتبة]
فاطمة بنت الوليد عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن مناف القرشية العبشمية.
كانت تزوجت سالما مولى حذيفة زوجها منه عمها أبو حذيفة بن عتبة، وكانت من المهاجرات الأول ومن أفضل أيامى قريش لها عقل وكمال، وفضل وجمال. ولما قتل عنها سالم يوم اليمامة تزوجها بعده الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي. وقيل: إنها كانت في الشام تلبس الجباب من ثياب الخز، ثم تأتزر فقيل لها: ما يغنيك هذا عن الإزار؟ فقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإزار. وقد روت جملة أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم رواها عنها بعض الصحابة.
[فاطمة بنت الوليد بن المغيرة المخزومي أخت خالد بن الوليد]
أسلمت يوم الفتح وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم وهي زوج بان عمها الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي ويقال: إنه تزوجها بعده عمر بن الخطاب، وقد ولدت للحارث بن هشام عبد الرحمن وأم حكيم وقد خرجت مع زوجها الحارث إلى الشام، وقد استشارها أخوها خالد في بعض أموره وذلك لوفرة عقلها وحسن تدبيرها، ولما مات عنها زوجها الحارث عادت إلى المدينة وقد تزوجها عمر بن الخطاب بعد رجوعها بقليل. وروي لها عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث رواها عنها بعض الصحابة.
[فاطمة ابنة الضحاك الكلابية]
كانت من النساء العاقلات الفاضلات، وهي ذات حسن وجمال، وبهاء وكمال، تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاة ابنته زينب. قيل: إنه خيرها حين نزلت آية التخيير فاختارت الدنيا ففارقها عند ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فكانت بعد ذلك تلتقط البعر وتقول: أنا الشقية اخترت الدنيا. والظاهر أن هذه الرواية باطلة لأنه جاء في الحديث الصحيح عن عائشة - رضي الله عنها- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خير أزواجه بدأ بها فاختارت الله ورسوله، وهكذا تتابع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كلهن على ذلك وقيل: كان عنده تسع نسوة حين خيرهن وهن اللاتي توفي عنهن. وروى جماعة أن التي قالت: أنا الشقية هي التي استعاذت منه. وقد اختلفوا فيها اختلافاً كثيراً.
[فاطمة ابنة عتبة بن ربيعة بن عبد شمس القرشية العبشمية]
هي أخت هند بنت عتبة وهي خالة معاوية بن أبي سفيان الأموي، كانت فصيحة الألفاظ، رقيقة أديبة، حلوة المنطق، ذات عقل وافر، جامعة بين مزيتي الحسن والأدب.
أسلمت يوم الفتح وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنها أخوها أبو حذيفة بن عتبة ذهب بها وبأختها هند يبايعان رسول الله صلى الله عليه