بالملك وكان لها ابنان من الإسكندر اسم الأكبر منهما (هرفانوس) والآخر (أرستيلوس) وكان صغيرتين عند موت أبيهما فلما كبرا عنيت (هرفانوس) للكهنوتية، وقدمت (أرستيلوس) على العساكر والحروب وضمت إليه الربانيين وأخذت الرهن من جميع الأمم وسألها الربانيون في الأخذ بثأرهم من القرايين وكانوا خلقا كثيرا وجاء القرايون إلى ابنها الكهنوت ينكرونه ذلك وإنه إذا فعل بهم ذلك وقد كانوا سيفا لأبيه الإسكندر فقد تحدث النفرة من سائر الناس وسألوه أن يلتمس إذنها في الخروج عن القدس والبعد عن الربانيين فأذنت له رغبة في انقطاع الفتنة، وخرج معه وجوه العسكر ثم ماتت خلال ذلك لتسع سنين من دولتها ويقال: إن ظهور عيسى - صلوات الله عليه- كان في أيامها.
وفيما ذكره ابن خلدون في آخر هذه القصة: إن ظهور السيد المسيح كان في أيام الإسكندره مخالفة لم تتفق عليه المؤرخون المحققون. والصحيح أنها توفيت سنة ٧١ أو ٧٠ قبلا لميلاد.
[أسماء معشوقة جعد بن مهجع العذري]
هي من بني كلب ولم أعثر لها على اسم إلا من قوله:
لعمرك ما حبي لأسماء تاركي ... صحيحا ولا أقضى به فأموت
وكان سبب عشقه لها أن له أخوالا من كلب حول ماله إليهم خشية التلف فأقام عندهم ثم خرج يوما على فرس وقد صحب شرابا فاشتد الحر وظهرت له دوحة، فقصدها ونزل تحتها، فما استقر حتى بان له شخص عليه درع أصفر وعمامة سوداء يطرد سخلة وأتانا فقتلهما وقصد الدوحة ونزل بها فحادثه فوجد في ألفاظه عذوبة لا تقدر وخلب عقله فدعاه إلى الشراب فشرب وقام ليصلح من شأن فرسه فتزحزح الدرع عن ثدي كحق العاج فقال: امرأة أنت؟ قالت: نعم، ولكن شديدة العفاف حسنة الأخلاق والمفاكهة. فعلقها من تلك الساعة وسألها الزيارة فذكرت أن لها إخوة شرسة وأبا كذلك ثم مضت ولازم الوساد سنة كاملة ثم شكى إلى أحد أصحابه، فأشار عليه أن يخطبها من أبيها ومضى معه حتى نزلا بالشيخ، فأحسن ملقاهما فقال له: قد أتيتك خاطبا. قال: فوقا لكفاءة. وزوجه بها، فبنى بها من ليلته، فلما كان الغد جاء صاحبه فقال: كيف كانت ليلتك وكيف وجدت صاحبتك؟ قال: أبدت لي كثيرا مما أخفته عني قديما وسألتها فأنشدت:
كتمت الهوى إني رأيتك جازعا ... فقلت فتى بعد الصديق يريد
فإن تطرحني أو تقول فتية ... يضير بها برح الهوى فتعود
فوريت عما بي وفي الكبد والحشا ... من الوجد برح فاعلمن شديد
فبارك لهما وانصرف فكان ينشد:
يا رب كل غدوة وروحه ... من محرم يشكو الضحى والرحه
=أنت حسيب الخصم يوم الروحه
[أسماء ابنة حصن]
هي ابنة حصن بن حذيفة الفزارية قد استودعهما عامر بن الطفيل درعه في يوم الرقم فأدتها إليه بعد ذلك وذكرها في شعره الذي هجا فيه بني غطفان إذ قال:
قد سألت أسماء وهي خفية ... بصحائها أطردت أم لم أطرد
فلأبغينكم اتصاد عوارضها=ولأقبلن الخيل لابة خرغد
ولأبرزن بمالك وبما لك ... وأخي المروءات الذي لم يسند