للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفاة أبيه لغيظه منه لأنه سبقه إلى بركة أبيه دعت يعقوب إليها وأخبرته بتوعد أخيه وقالت له: فالآن يا بني اسمع لقولي وقم اهرب إلى أخي "لابان" إلى "حاران" وأمم "غنده" أياماً قليلة حتى يرتد سخط أخيك وينسى ما صنعت به، ثم أرسل فآخذك من هناك لئلا أعدمكما في يوم واحد وقالت لإسحاق: مللت حياتي من أجل بنات "حث" إن كان يعقوب يأخذ زوجته من "حث" مثل هؤلاء من بنات الأرض فلما زال حياه وسار برضا أبيه إلى فزان أران" ولم تذكر رفقة عند عود يعقوب على أبيه ولا ذكر دفنها.

[رقية ابنة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه]

ولدت له من أم حبيب الصهباء التغلبية كانت من سبي الذرية الذين أغار عليهم خالد بن الوليد بعين التمر فاشتراها علي -رضي الله عنه- واستحظى بها فأولدها عمرا ورقية المومى إليها، فعمرو الأكبر شقيق رقية. وفي الفصول المهمة كانا توأمين وعمر عمرو هذا خمسا وثمانين سنة، وحاز نصف ميراث علي - رضي الله عنه- وذالك أن إخوته أشقاءه وهم عبد الله وجعفر وعثمان قتلوا مع الحسين بالطف فورثهم.

وفي الباب العاشر من "المنن" لشعراني قال: وأخبرني الخواص أن رقية بنت الإمام علي -كرم الله وجهه- في المشهد الموجود بتكيتها المعروفة بتكية السيدة رقية بمصر. وهذه التكية في غاية الإتقان والخفة والنورانية وبداخلها ضريح السيدة رقية بعلوه قبة لطيفة الصنعة، وهناك مساكن للصوفية، وحنفيات للوضوء، وجنينة صغيرة ويعمل لها مقرأه وحضرة كل أسبوع، ومولد كل سنة وشعائر هذه التكية مقامة من أوقات السيدة رقية التي يبلغ مقدارها ثلاثة عشر ألف قرش وسبعمائة قرش وثمانية عشر قرشا، واثنين وثلاثين بارة بالعلمة الأميرية المصرية.

رقية بنت الفيف عبد السلام بن محمد مزرع المدينة كانت عالمة عاملة، عاقلة كاملة، صادقة الرواية، حسنة الطوية. تعلمت العلم عن جملة من العلماء الأخيار وحدثت بالإجازة عن شيوخ مصر والشام كابن سد الناس من المصريين والمزي وغيره من الشاميين وأقامت في المدينة وفتحت درسا للحديث وانتفع بها أهل الحجاز وهي من مشاهير المحدثين بتلك الأصقاع ولم يوجد مثلها من نساء ذلك الزمان رحمهما الله رحمة واسعة.

[رقاش ابنة مالك بن فهم بن غنم بن أوس الأسدي]

رقاش ابنة مالك بن فهم بن غنم بن أوس الأسدي وقيل التنوخي أخت جذيمة الأبرش. كانت من أبدع نساء زمانها وأحسنهن جمالا، وكان عدي بن نصر نديما لجذيمة الأبرش فأبصرته رقاش فعشقته وراسلته ليخطبها إلى جذيمة، وكانت على غاية من الظرف والأدب. فقال لها: لم اجترئ على ذلك ولا أطمع فيه. قالت: إذا جلس على شرابة فاسقه صرفا، واسق القوم ممزوجا فإذا أخذت الخمرة فيه فاخطبني إلهي فلم يردك فإذا زوجك فاشهد القوم ففعل عدي ما أمره فأجابه جذيمة وأملكه إياها فانصرف إليها فأعرس بها في ليلته وأصبح بالخلوق فقال له جذيمة -وأنكر ما رأى به-: ما هذه الآثار يا عيد؟ قال: آثار العرس: قال: وأي عرس؟ قال: عرس رقاش. قال: من زوجك بها ويحك؟ قال: الملك زوجنيها. فندم جذيمة وأكب على الأرض متفكرا وهرب عدي فلم ير له أثر ولم يسمع له بذكر، فأرسل إليها جذيمة:

خبريني وأنت لا تكذبيني ... أبحر زنت أم بهجين

<<  <   >  >>