الخصوص أن أباها تردد كثيرا إلى ذلك الدير وكان يشكو للرئيس أمره، واستمرت على هذه الحالة ١٨ سنة. وقيل: ٣٠ سنة وهي ملازمة للصلاة والصوم والتشقفات والعبادة الحارة حتى مرضت وعرفت أن أجلها قد اقترب فدعت والدها وكشفت له أمرها وتوسلت إليه أن يفرح بذلك، ثم توفيت.
[أفروسيني إمبراطورة الشرق]
هي امرأة ألكسيس الثالث الملقب أنجلوس أي الملاك ودبرت على وضعه على تخت الملك عوضا عن أخيه إسحاق أنجلوس سنة ١١٩٥ م، غير أنها هي التي ملكت بالحقيقة وكانت موصوفة بجودة العقل والشجاعة والفصاحة غير أنها كانت متكبرة وسيرتها غير مرضية فعلم بذلك ألكسيس سنة ١١٧٨ م وخشي حدوث فتنة شديدة فطردت أفروسيني من البلاط وحبست في دير. وسنة ١١٨٤ م استدعاها الإمبراطور إلى البلاط غير أنها لم تهنأ بالملك ثانية من جراء ثورة ألكسيس الملقب بالشباب وهو ابن أخي ألكسيس الإمبراطور فإنه ثار على الإمبراطور بعد خذلانه في حرب البلغاريين واستنجد الجيوش الصليبية فأتت لمساعدته، ولما استولى الفرنساويون في الحرب الصليبية الخامسة على القسطنطينية هربت أفروسيني وطافت مدة مع زوجها في آسيا ثم قبض على زوجها وحبس فبقيت منفردة من سنة ١٢١٠ م إلى أن توفيت سنة ١٢١٥ م.
[أفذوكسيا زوجة الإمبراطور أركاريوس]
أثليا ابنة الكونت بوثون الفرنجي، قائد بتودسيوس الكبير زوجها أطروبيوس الخرجبي بالإمبراطور أركاديوس وباسم أركاديوس ملك كلاهما، ولما سقط أطروبيوس من الملك حكمت إفذوكسيا بالقسط بين الناس ولم تقبل رشوة البتة كعادة ملوك ذلك الزمان، ولما نفت القديس يوحنا فم الذهب سنة ٤٠٣ م لأنه وعظ عن زينة النساء وأبطل زهوهن وشعب عليها الشعب فاستدعته بعد أشهر ثم نفته سنة ٤٠٤ م لأنه وبخ الشعب بقوة على ما حدث من الأمور غير اللائقة عند نصب تمثال أفذوكسيا ثم توفيت أفذوكسيا وكانت قد ولت لأركاديوس تيورسيوس الثاني.
[أفذوكسيا ابنة الفيلسوف ليونكيوس اليوناني]
امرأة تيورسيوس الثاني كان اسمها قبل أن تعمدت وتزوجت أثيناس وكان أبوها قد علمها العلوم الفلسفية والمعارف والآداب وكانت فوق ذلك بديعة الجمال ولما رآها أبوها في درجة عالية من حسن العقل والجد حرمها من ميراثه لعلمها بكفايتها في تحصيل أكثر مما يلزمها فتوجهت إلى القسطنطينية تطلب حقها من الإمبراطور بلكيريوس فعجب من علمها وحسن تصرفها وزوجها بأخيه تيورسيوس سنة ٤٢١ م فلم تهمل العلوم واشتهرت بها ونشطتها فازدحمت على بابها أقدام العلماء وأحبها واحد منهم يقال له: يولنبوس فقتله تيورسيوس الثاني غيرة إذ رأى كثرة اتصاله بها وأسقط منزلة أفذوكسيا فطلبت الرحيل إلى بيت المقدس، فأذن لها وأتبعها الملك بالرقباء، وأمر والي أورشليم بقتل خوري وشماس كانا يترددان إليها فغضبت أفذوكسيا وقتلت الوالي فنزع عنها الملك كل شرف واستحقاق ملكي.
وكانت أفذوكسيا قد تبعت رأي أوطنجا غير أنها ارتدت بإرشادات القديس أفتيموس.
وتوفيت بأروشليم سنة ٤٦٠ م بعد أن برأت نفسها بالإقسام من التهم التي اتهمها بها الإمبراطور، وكانت قد أسست أديرة وكنائس وألقت عدة تآليف وكتب سيرة حياتها فليفور المؤرخ الشهير.
[أفذوكسيا أنفثا زوجة فالنتيانوس]
كانت أفذوكسيا امرأة تيورسيوس وتلقب بالفتاة، ولدت في القسطنطينية سنة ٤٢٢ م، ولما قتل