عوفز وكان من المنافقين وظهر نفاقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من لي من هذا الخبيث؟ " فخرج إليه سالم بن عمير فقتله- فقالت في ذلك"
تكذب دين الله والمرء أحمدا ... لعمري الذي أمناك أن بئس ما يمني
حباك حنيف آخر الدهر طعنة ... أبا عاتك خذها على كبر السن
[أمامة ابنة ذي الأصبع]
أبوها ذو الأصبع العدواني الشاعر الفارس المشهور. كانت أمامة شاعرة مشهورة يشار غليها بالبنان, أخذت العلم والشعر عن والدها وهي اصغر أولاده, وكان يحبها محبة عظيمة ولمحبته أحبها جميع قبيلتها ولها يقول ورأته قد نهض وسقط وتوكأ على العصا فبكت فقال:
جزعت أمامة إذ مشيت على العصا ... وتذكرت إذ نحن ملفتيان
فلقبلما رام الإله بكيده ... إرما وهذا الحي من عدوان
بعد الحكومة والفضيلة والنهى ... طاف الزمان عليهم بأوان
وتفرقوا وتقطعت أشلاؤهم ... وتبددوا فرقا بكل مكان
خربوا البلاد فأعقمت أرحامهم ... والدهر غيرهم مع الحدثان
حتى أبادهم على أخراهم ... صرعى بكل نقيرة ومكان
لا تعجبين أمام من حدث عرا ... فالدهر غيرنا مع الأزمان
ومن شعرها قولها ترثي قومها:
كم من فتى كانت له منعة ... أبلج مثل القمر الزاهر
قد مرت الخيل بحافاتهم ... مر غيث بجبل عاطر
قد لقيت فهم وعدوانها ... قتيلا وهلكا آخر الغابر
كانوا ملوكا سادة في الورى ... دهرا لها الفخر على الفاخر
حتى تساقوا كأسهم بينهم ... بغيا فيا للشارب الخاسر
بادوا فمن يحلل بأوطانهم ... يحلل برسم مقفر داثر
[أمة العزيز ابنة دحية الأندلسية الشريفة الحسينة]
كانت ذات قناع, تفرعت من دوحة سناء أصلها ثابت وفرعها في السماء, وتجردت من سلالة أكابر وأشراف رقاة أسرة منابر من بني عبد مناف. تصرفت في أثناء شبيبتها بين دراسة معارف وإفاضة عوارف لها أشعار رائقة معناها, بديعة مبناها, منها ما قاله الحافظ أبو الخطاب بن دحية في "المطرب من أشعار المغرب" قال: أنشدتني أخت جدي الشريفة الفاضلة أمة العزيز الحسنية لنفسها:
لحاظكم تجرحنا في الحشا ... ولحظنا يجرحكم في الخدود
جرح بجرح فاجعلوا ذا بذا ... فما الذي أوجب جرح الصدود
قال العلامة المقري في كتابه "نفح الطيب": هذا السؤال يحتاج على جواب وقد رأيت للقاضي غلإمام الفاضل أبي الفضل قاسم العقباني التلمساني -رحمه الله تعالى- جوابه والغالب أنه من نظمه وهو قوله:
أوجبه مني يا سيدي ... جرح بخد ليس فيه جحود
وأنت فيما قلته مدع ... فأين ماقت وأين الشهود