غلب السرور علي حتى إنه ... من عظم ما قد سرني أبكاني
وبعده البيت السابق وبعد هذا البيت الآتي:
فاستقبلي بالبشر يوم لقائه ... ودعي الدموع لليلة الهجران
[أم بسطام بن قيس النصراني سيد بني شيبان]
كانت من نساء العرب المتقدمات في الأدب ذات شعر رائق, ومعنى فائق, فمن قولها ترثي ولدها بسطام حين قتل يوم الشقيقة قتله بنو ضبة:
لبيك ابن ذي الجدين بكر بن وائل ... فقد بان فيها زينها وجمالها
إذا ما غدا فيها غدون كأنهم ... نجوم سماء بينهن هلالها
فيا لله عينا من رأى مثله فتى ... إذا الخيل يوم الروع هب نزالها
عزيز مكر لا يهد جناحه ... وليث إذا الفتيان زلت نعالها
وحمال أثقال وعائذ محجر ... وليث إذا الفتيان زلت نعالها
سيبكيك عان لم يجد من يفكه ... وتبكيك فرسان زلت رحالها
وتبكيك أسرى طالما قد فككتهم ... وأرملة ضاعت وضاع عيالها
مفرج حومات الخطوب ومدرك ال ... حروب إذا صالت وعز صيالها
فغشى بها حيا كذاك ففجعت ... تميم بها أرماحها ونبالها
فقد ظفرت منا تميم بعثرة ... وتلك لعمري عثرة لا تقالها
أصيبت به شيبان والحي يشكر ... وطير يرى أرسالها وحبالها
[أم حكيم ابنة عبد المطلب الهاشمية الملقبة بالبيضاء]
كانت من النساء الحكيمات العاقلات في بني هاشم جمعت مع الحكمة وفرة الأدب, ومع البلاغة فصاحة العرب كانت مع أخواتها رثت أباها في حياته كطلبه بهذه الأبيات:
ألا يا عين جودي واستهلي ... وبكى ذا الندى والمكرمات
ألا يا عين ويحك أسعديني ... بدمعك من دموع هاطلات
وبكى خير من ركب المطايا ... أباك الخير تيار الفرات
طويل الباع شيبة ذا النعالي ... كريم الخيم محمود الهبات
وصولا للقرابة هبرزيا ... وغيثا في السنين الممحلات
وليثا حين تشتجر العوالي ... تروق له عيون الناظرات
عقيل بني كنانة والمرجي ... إذا ما الدهر أقبل بالهنات
ومفزعها إذا ما هاج هيج ... بداهية خصيم المعضلات
فبكيه ولا تسمي بحزن ... وبكى ما بقيت الباكيات
[أم حكيم ابنة قارظ]
هي حليلة عبد الله بن العباس بن عبد المطلب كانت من فصحاء نساء العرب وأحسنهن أدبا وجملا, وأثبتهن جنانا, وكانت تقول الشعر وأكثر أشعارها رثاء على ولديها وكانا صغيرين, اسم أحدهما عبد الرحمن, والآخر