سألثم التمثال إن لم أجد ... للثم نعل المصطفى من سبيل
وهي قولها:
لعلي أن أحظى بتقبيله ... في جنة الفردوس أسنى مقيل
في ظل طوبى ساكنا آمنا ... أسقى بأكواب من السلسبيل
وأمسح القلب به عله ... يسكن ما جاش به من غليل
فطالما استشفى بأطلال من ... يهواه أهل الحب في كل جيل
[أم العلاء بنت يوسف الحجاريه]
كانت شاعرة, لبيبة, أديبة, ذات حسن, وجمال, وأدب وكمال, لها قصائد طنانة وموشحات رنانة ذكرها صاحب المغرب وقال: إنها من أهل المائة الخامسة. فمن شعرها قولها:
كل ما يصدر منكم حسن ... وبعلياكم يحلى الزمن
تعطف العين على منظركم ... وبذكراكم تلذ الأذن
من يعش دونكم في عمره ... فهو في نيل الأماني يغبن
وعشقها رجل أشيب فكتبت إليه:
الشيب لا ينجع فيه الصبا ... بحيلة فاسمع إلى نصحي
فلا تكن أجهل من في الورى ... يبيت في الحب كما يضحي
ولها أيضا:
افهم مطارح أحوالي وما حكمت ... به الشواهد واعذرني ولا تلم
ولا تلكني على عذر أبينه ... شر المعاذير ما يحتاج للكلم
وكل ما جئته من زلة فبما ... أصبحت في متن من ذلك الكرم
وتوفيت في بلدها وادي الحجارة بالأندلس.
[أم الكرام]
هي ابنة المعتصم بن حماد ملك المرية كانت تنظم الشعر وتقول العروض, ولها الباع الطويل بالموشحات الأندلسية وقد افتخرت بها نساء العرب.
وكانت عشقت الفتى المشهور بالجمال من دانية المعروف بالسمسار وعملت فيه الموشحات ومن شعرها فيه:
يا معشر الناس ألا تعجبوا ... مما جنته لوعة الحب
لولاه لم ينزل بدر الدجى ... من أفقه العلوي للترب
حسبي بمن أهواه لو أنه ... فارقني تابعه قلبي
[أم الهناء ابنة القاضي أبي محمد عبد الحق بن عطية]
سمعت عن أبيها وكانت حاضرة النادرة, سريعة التمثل من أهل العلم والفهم والعقل, ولها تأليف في القبور ولي أبوها القضاء في المرية, دخل مرة وعيناه تذرفان وجدا لمفارقة وطنه فأنشدته تمثله:
يا عين صار الدمع عندك عادة ... تبكين في فرح وفي أحزان
وهذا البيت من جملة أبيات وهي:
جاء الكتاب من الحبيب بأنه ... سيزورني فاستعبرت أجفاني