للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أترى ابن هند للخلافة مالكا ... هيهات ذاك وإن أراد بعيد

منتك نفسك في الخلاء ضلالة ... أغراك عمرو للشقا وسعيد

وقال سعيد بن العاص وهي القائلة:

قد كنت أطمع أن أموت ولا أرى ... فوق المنابر من أمية خاطبا

فالله أخر مدتي فتطاولت ... حتى رأيت من الزمان عجائبا

في كل يوم للزمان خطيبهم ... بين الجميع لآل أحمد عائبا

ثم سكتوا فقالت: يا معاوية، كلامك أغشى بصري وقصر حجتي أنا والله قائلة ما قالوا وما خفي عليك مني أكثر فضحك. وقال: ليس يمنعنا ذلك من برك اذكري حاجتك قالت: أما الآن فلا وانصرفت، فوجه إليها معاوية بجائزة سنية.

[بلنش ملكة فرنسا]

ولدت سنة ١١٨٧ م، وتوفيت سنة ١٢٥٢ م وهي ابنة ألفونس التاسع ملك قسطيلة من زوجته ألينورا الإنكليزية ابنة هنري الثاني وكانت مقتدرة في الأمور السياسية ولما دعا الأمراء المتحالفون زوجها سنة ١٢١٦ م للجلوس على تخت إنكلترا ألحت عليه بإجابة طلبهم وأرسلت إليه مالا ونجدات ولكن نشأ عن موت الملك يوحنا وجلوس ابنه على تخت الملك خضوع الأمراء للحكومة وعند وفاة فيليب أوغسطوس وجلوس زوجها على التخت باسم لويس الثامن، كانت تقوده بحكمتها وحسن إدارتها وقد رافقته في الحرب الصليبية التي أقيمت على الألبيجوا وعند وفاته جعلت نائبة للملك في مدة قصر ابنها لويس التاسع.

وسنة ١٢٣٤ م زوجت ابنها وهو في سن ١٩ بمرغريتا البروفنسية وكان عمرها ١٢ سنة.

وسنة ١٢٣٦ م تنازلت عن نيابتها لابنها المذكور وكانت المملكة في أيامها زاهرة زاهية وقد ألحق بها أرض كبيرة مهمة وكان ابنها يعتمد رأيها ولا يدعها تفارقه إلا أنه دخل ضد إرادتها فيا لحرب الصليبية لإنقاذ الأرض المقدسة، وفي مدة غيابه تسلمت نيابة الأحكام وقابلت بحكمتها وإقدارها المعتادين الصعوبات الجديدة التي حدثت في تلك الأيام وكانت على الدوام ترسل المال والنجدات إلى ابنها لتساعده في تلك الحركة المشؤومة ولما انكسر هو وإخوته وأسروا في مصر التزمت أن تقوم بدفع فدية بليغة لإنقاذهم فنشأ عن ذلك ضرائب جسيمة خسرت بها البلاد ثروتها، ومع ارتباكاتها وتقواها تقاوم تعديات خدمة الدين بنشاط عظيم، وقد حمت منهم بنجاح حقوق التاج الملكي. وقد ناحت البلاد عموما ولبست الحداد عند موتها وهي تحسب من أشهر من حكم فرنسا.

[بمبادور خليلة لويس الخامس عشر]

ولدت سنة ١٧٢١ م وفي باريس، توفيت في فرساليا سنة ١٧٩٤ م، وهي ابنة جزار قد ربتها أمها تربية حسنة وزوجها سنة ١٧٤١ م بملتزم أعشار، وبعد ذلك بقليل رآها الملك وهو يتصيد في غابة سنبرت فعلق قلبه بها ولكن لم يظهر ذلك إلا بعد وفاة مادام ده شانور.

وسنة ١٧٤٤ م وقد رافقت لويس في حرب فونتنوا في أيار سنة ١٧٤٥ م وعند رجوعها عرفت بمركيزة بمبادور وكانت تعضد العلوم والصنائع وبمساعدة فولتر وبربي رتبت أعيادا زاهرة حتى أنها بعد أن ضعف حبا لملك لها حافظت على سطوتها بجعلها نفسها ضرورية لراحته ثم

<<  <   >  >>