وسلم وذلك يوم الفتح فقالت فاطمة: فلما اشترط علينا النبي صلى الله عليه وسلم.
قالت هند: أو تعلم في نساء قومك هذه الهنات والعاهات فقال: (بايعيه فهكذا يشترط) . وقيل: إن فاطمة جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، قد كنت وما في الأرض قبة أحب إلي أن تهدم من قبتك وإني اليوم وما في الأرض قبة أحب إلي بقاء من قبتك فقال: (أما إن أحدكم لن يؤمن حتى أكون أحب إليه من نفسه) .
[فاطمة ابنة المجلل بن عبد الله]
فاطمة ابنة المجلل بن عبد الله بن قيس بن عبدود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي القرشية العامرية.
وتكنى أم جميل كانت من النساء الفاضلات الأديبات العاقلات، وقد اشتهرت بالفضيلة والظرف والرقة وهي من السابقين إلى الإسلام.
تزوجها حاطب بن الحارث بن المغيرة فولدت له محمد بن حاطب والحارث بن حاطب وقد هاجرت مع من هاجروا إلى بلاد الحبشة مع زوجها حاطب.
فلما توفي زوجها في بلاد الحبشة وقدمت هي وابناها المذكوران إلى المدينة في إحدى السفينتين اللتين قدمتا إليها من الحبشة، وقيل: إنها لما قدمت من أرض الحبشة وفدت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعها ابنها فقالت: يا رسول الله، هذا ابن أخيك حاطب وقد أصابه هذا الحرق من النار فادع الله له فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم بالشفاء فشفي.
[فاطمة ابنة عبد الملك بن مروان]
كانت فصيحة زمانها وأديبة عصرها وأوانها، ذات جمال رائق، وحسن فائق، ودين وورع لم يسبق إليه أحد من نساء بني أمية. تزوجت بعمر بن عبد العزيز الأموي قبل أن يتولى الخلافة فغمرها بأمواله وأقنعها بنواله، وهي لم تكن بأقل منه مالا وقد عاشا في مبدئهما عيشة الرفاهية والتنعم ولما آلت الخلافة إلى عمر بن عبد العزيز رأى أن عبأها ثقيل لا حمله عاتقه.
ومن جملة ما صنه قال لفاطمة: إن أردت صحبتي فردي ما معه من مال وحلي وجواهر إلى بيت مال المسلمين فإنه لهم وإني لا أجتمع أنا وأنت وهو في بيت واحد. فردته جميعه ول تبق لها منه خلال إبرة.
وبقيت معه في عيشة التقشف والضيق مع اتساع الخلافة والملك إلى أن مات، فلما انتقلت الخلافة إلى أخيها يزيد بن عبد الملك قال لها: إن عمر قد ظلمك في مالك وإني رددته إليه فخذيه. قالت: كلا والله لا آخذه فما كنت لأطيعه حيا وأعصيه ميتاً. فأخذه يزيد وفرقه على أهله وبقيت فاطمة في حالة زهد وعبادة وورع حتى لحقت بزوجها عمر - رضي الله عنه.
[فاطمة ابنة جمال الدين سليمان]
فاطمة ابنة الشيخ الإمام المقرئ المحدث جمالا لدين سليمان بن عبد الكريم بن عبد الرحمن بن سعد الله بن أبي القاسم الأنصاري الدمشقي.
كانت من النساء العالمات العاقلات المحدثات الصادقات في الرواية أخذت الحديث عن والدها وعن أجلاء عصرها وقد أخذ عنها الحديث جملة مثل الصفدي وخلافه وأجازها معظم علماء القرن السابع للهجرة من الشام والعراق والحجاز وفارس وغيرها وكانت ولادتها في سنة ٦٢٠ هجرية، وتوفيت في سنة ٧٠٨ هجرية، وكانت ذات ثروة وافرة تمكنت منها بأعمال خيرات ومبرات ومدارس وبمارستانات وتكايا، وأوقفت لتلك المحلات الخيرية أوقافا، ورتبت لمستخدميها رواتب حتى باهت بأفعالها الخيرية أعاظم رجال ونساء عصرها - رحمها الله تعالى.