[مية بنت ضرار الضبية]
كانت ذات أدب وفصاحة وحماسة ولها شعر موزون ورثاء مستحسن في أخيها قبيصة وكان قتل في إحدى الغزوات. زمنه قولها:
لا تبعدن وكل شيء ذاهب ... زين المجالس والندى قبيصا
يطوي إذا ما الشيخ أبهم فضله ... بطنا من الزاد الخبيث خميصا
[مية بنت عتبة]
كانت صاحبة حسن وجمال في زمانها وكان أبوها أميرا في قومه مطاعا في عشيرته, وكانت هي لعلو منزلة أبيها مسموعة الكلمة أيضا, وكان رأيها حسنا يستشيرونها في أمورهم. وكان لها معرفة بمعاني الشعر. ولما مات أبوها رثته بأبيات منها ما عثرنا عليه وهو:
تروحنا من اللعباء عصرا ... وأعجلنا إلا لاهة أن تؤبا
على مثل ابن مية فانعياه ... يشق نواعم البشر الجيوبا
وكان أبي عتيبة شمريا ... ولا تلقاه يدخر النصيبا
ضروبا باليدين إذا اشمعلت ... عوان الحرب لا روعا هيوبا
[مريم نحاس نوفل]
هي ابنة جبرائيل نصر الله نحاس. ولدت في بيروت في ٦ كانون الثاني سنة ١٨٥٦ م (يناير) , وتهذبت في المدارس الإنكليزية السورية مدة ثمان سنوات بين خارجية وداخلية, فتعلمت اللغتين العربية والإنكليزية مع التاريخ والجغرافيا والحساب والبيانو, وجميع أشغال الإبرة واليد.
وفي ١٤ تشرين الثاني (نوفمبر) سنة ١٨٧٢ م اقترنت بنسيم أفندي نوفل, في المركز الصيفي في جبل لبنان إذ كان والدها وقرينها -المذكورين- من متوظفي الحكومة اللبنانية.
وفي خلال سنة ١٨٧٣ م شرعت بتأليف كتاب عام لأحياء ذكر بنات جنسها اللطيف, وسمته بكتاب "معرض الحسناء في تراجم مشاهير النساء", وهو يتضمن تراجم شهيرات النساء من الأموات والأحياء مرتبا على نسق القواميس الإفرنجية, وقد أعلنت في أكثر الجرائد عن هذا المشروع المبتكر وصرفت باقي عزيمتها على الاشتغال به باذلة في سبيله كل ما أحرزته من الحلي والمجوهرات حتى لا يقال: إن للرجال العلم والأدب, وللنساء الجمال والذهب. وريثما أصبح القسم الأول منه على وشك النهاية رفعته إلى من اشتهرت بين بنات جنسها, مؤسسة المدرسة السيوفية في مصر القاهرة التي كان فيها نحو الثلثمائة تلميذة يغتذين من أبان معارفها وآدابها, حضرة الأميرة جشم آفت هانم أفندي ثالت حرم سمو إسماعيل باشا الخديوي السابق