الأتيينين الذين أتوا ليقدموا له الجزية وأعطته ربطة من الخيطان استعان بها على الخروج من البربي التي دخلها لقتل (مينوثور) فعرض عليها (تيسيوس) أن يتزوجها مقابلة لها على صنيعها فأجابته (أريانو) إلى ذلك وسافرت معه إلا أنهما لما وصلا إلى جزيرة (نكسوس) تركها (تيسيوس) ورجع إلى بلاده قائلا: (إن التي لم يكن لها خير في وطنها وأهله لم يكن لها خير في غيره) وبقيت هناك إلى أن ماتت جوعا.
[أريانو ابنة لاون ملك اليونان]
تزوجت (زينون) الذي جلس على تخت الملك سنة ٤٧٤ للميلاد وساءها ما بدا من فواحش زوجها وخطئه ويقال: إنها دفنته في الأرض حيا وهو سكران، وتزوجت (أنسطاس) وأجلسته على تخت الملك بدلا عنه، وكانت وفاتها سنة ٥١٥ للميلاد ولها جملة مآثر في مملكتها.
[أزدوجا خاتون زوجة السلطان أوزبك]
اسمها (أردوجا) (بضم الهمزة وإسكان الراء، وضم الدال المهملة، وجيم وألف) وأورد: بلسانهم المحلة، وسميت بذلك لولادتها في المحلة، وهي ابنة الأمير الكبير (عيسى) بيك أمير الألوس (بضم الهمزة واللام) ومعناه أمير الأمراء.
قال ابن بطوطة في (رحلته) : لما مررت بتلك البلاد وزرت السلطان أوزبك وامرأته ووزراءه وكان ذلك الأمير حيا وهو متزوج ببنت السكان (آيت كججك) وابنة (أردوجا خاتون) من أفضل الخواتين وألطفهن شمائل، وأشفقهن وهي التي بعثت إلي لما رأت بيتي على التل عند جوار المحلة، ولما دخلنا عليها رأينا من حسن خلقها وكرم نفسها ما لا مزيد عليه وأمرت بالطعام فأكلنا بين يديها ودعت بالشراب فشرب أصحابنا وسألت عن حالنا فأجبناها، وانصرفنا من عندها ونحن شاكرون معروفها.
ولها مآثر وخيرات دارة على مساجد وتكايا ومدارس في بلادها وكانت مقربة عند السلطان لتقرب أبيها منه ومسموعة الكلمة عنده.
[أورجا ملكة كيلوكرى في بلاد طوالس]
هذه الملكة بنت ملك (طوالس) وهي بلاد واسعة مجاورة لبلاد الصين كان أبوها يفتح الفتوحات ويضع فيه من يشاء من أولاده، ولما فتح (كيلوكرى) وضع ابنته (أورجا) لعلمها بالسياسة وشجاعتها بالحرب وإقدامها على الأهوال.
قال ابن بطوطة في (رحلته) : (لما وصلنا إلى (كيلوكرى) ورسينا بميناها استدعت هذه الملكة الناخورة (أي القبودان) صاحب المركب والكواني - وهو الكاتب - والتجار على عادتها، ورغب الناخرة مني أن أحضر معهم فأبيت الذهاب.
فلما حضروا عندها قالت لهم: هل بقي أحد منكم لم يحضر فقال لها الناخورة: لم يبق إلا رجل واحد بخشي وهو القاضي بلسانهم (وبخشي بفتح الباء الموحدة وسكون الخاء وكسر الشين المعجمتين) وهو لا يأكل طعامكم فقالت: ادعوه، فجاء جنادرتها وأصحاب الناخورة فقالوا: أجب الملكة. فأتيتها وهي بمجلسها الأعظم وبين يديها نسوة بأيديهن الأزمة يعرضن ذلك عليها، وحولها النساء القواعد وهن وزيراتها، وقد جلسن تحت السرير على كراسي الصندل وعليه صفائح الذهب، وبالمجلس مساطب خشب منقوش، عليها (أوان) ذهب كثيرة من كبار وصغار كالخوابي والقلال واليواقيل، أخبرني الناخورة أنها مملوءة بشراب مصنوع من السكر مخلوط بالأفاويه يشربونه بعد الطعام وأنه عطر الرائحة حلو الطعم يفرح ويطيب النكهة، ويهضم.
لما سلمت على الملكة قالت لي بالتركية: - ما معناه -: كيف حالك، كيف أنت؟ وأجلستني بالقرب منها، وكانت تحسن الكتابة بالعربية فقالت لبعض خدمها: آتني دواة وقرطاسا