وهو ابن الحسن بن أحمد بن سهل بن أحمد بن عبدوس الجرماني الأصل النيسابوري الدار، كانت فاضلة عالمة أدركت جماعة من أعيان العلماء، وأخذت عنهم رواية وإجازة، فمن أخذت عنهم أبو محمد إسماعيل بن أبي القاسم النيسابوري القاري، وأبو المظفر عبد المنعم وهو ابن عبد الكريم بن هوزان القشيري صاحب "الرسالة القشيري"، وممن أجازها الحافظ أبو الحسن عبد الغافر بن إسمايعل الفارسي، والعلامة أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري مؤلف "الكشاف"، وممن أجازتهم من أكابر العلماء العلامة المؤرخ شهاب الدين قاضي القضاة بان خلكان صاحب "التاريخ المشهور" وهي في القرن السابع من الهجرة.
[الأميرة زينب هانم أفندي]
هي أصغر كريمات المرحوم محمد علي باشا والي مصر أول مؤسس للحكومة الخديوية. ولدت في حدود سنة ١٢٤٤ هجرية في مصر القاهرة ووالدتها شمع نور قادين أفندي من محاظي المرحوم محمد علي باشا وهي جركسية الأصل.
وفي سنة ١٢٦٤ هـ تأهلت بالمرحوم يوسف كامل باشا، وأقيمت لها الأفراح في مصر إلى الدرجة التي لم يسبق لها مثال وكان زفافها في سراي الأزبكية.
ولما توفي محمد علي وتولى عباس باشا حكومة مصر واشتدت البغضاء بينه وبين الأمراء "المورهليين": باقي بك، وسامي باشا، وكامل باشا، وسائر العائلة الخديوية، واضطروا للهجرة من مصر.
هاجرت المترجمة المرحومة مع زوجها كما هاجرت أختها الأميرة نازلي هانم أفندي إلى الأستانة وذلك في حدود ١٢٦٨هـ، فأكرمت الدولة العلية مثوى الجميع وتقلب كامل باشا في مناصب الدولة حتى صار صدرا أعظم في مدة المرحوم السلطان عبد العزيز ثم توفي في حدود التسعين.
وبقيت المترجمة في الأستانة في منزلها الكائن في يمدان السلطان بايزيد ومنزله الساحلي في بيتك الشهير داخل الخليج القسطنطيني.
وتوفيت في ربيع سنة ١٣٠٢ هـ ودفنت في مدفنها الخصوصي خارج "إسكدار" في الموقع المعروف بقره جه أحمد سلطان وكان لوفاتها وجنازتها شأن عظيم في عموم الأستانة.
وخلفت من الأموال والجواهر والأراضي والعقارات شيئا قد لا يقل عن ثلاثة ملايين جنيه ولم تعقب ذرية لا هي ولا زوجها، وورث جميع ذلك أخوها المرحوم البرنس عبد الحليم باشا بن محمد علي باشا فمما تركت من العقارات الشهيرة سراي بيك وسراي ميدان السلطان بايزيد، ومن ذلك اسهم الشركة الخيرية، وهي شركة "وابورات البوغاز" في الأستانة ولا تقل عن أربعين "وابورا"، وسراي الأزبكية في مصر وسراي شبري الصغيرة.
وكانت -رحمها الله- كثيرة الخيرات والمبرات، سخية اليد، علايةالنفس، محبة لإعانة الفقراء وإغاثتهم، كانت تصرف على كثير من البيوت حتى بلغ من كان يعيش بإحسانها في انفس الأستانة فقط أكثر من أربعمائة عائلة.
ولها أوقاف عظيمة أوقفتها على نفسها وزوجها وذريتها، ثم جعلت ربع تلك الأوقاف لجملة محلات مباركة كالمسجد الحسيني في مصر ومساجد السيد نفيسة والسيدة زينب وغيرهما نحو ١٤ مسجدا وعدة