للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والدافع الخصم الألد ... إذا تفوضح في الخصومة

بلسان لقمان بن عا ... د وفصل خطبته الحكيمة

ألجمتهم بعد التجا ... ذب والتدافع في الحكومة

[نزهون الغرناطية]

جوهرة لم يسمح الدهر, وفريدة فاقت على نساء العصر, فما الآداب إلا نقطة من بحرها الرائق, وما الجمال إلا من نور وجهها الشارق. لها ناد لم يؤمه إلا الأفاضل, ومجلس لم يجتمع فيه إلا كل عاقل, وكانت لطيفة المسامرة, حسنة المحاضرة, حافظة لأشعار العرب وأمثالها, ولم يكن بغرناطة إذ ذاك أحد من أمثالها, وهي من أهل المائة الخامسة ذكرها الحجازي في "المسهب" ووصفها بخفة الروح والانطباع الزائد والحلاوة وحفظ الشعر والمعرفة بضرب الأمثال, مع جمال فائق وحسن رائق, وكان الوزير أبو بكر بن سعيد أولع الناس بمحاضرتها ومذاكرتها ومراسلتها فكتب لها مرة:

يا من له ألف خل ... من عاشق وصديق

أراك خليت للنا ... س منزلا في الطريق

فأجابته:

حللت أبا بكر محلا منعته ... سواك وهل غير الحبيب له صدري

وإن كان لي كم من حبيب فإنما ... يقدم أهل الحق حب أبي بكر

ولما قال فيها المخزومي:

على وجه نزهون من الحسن مسحة ... وتحت الثياب العار لو كان باديا

قواصد نزهون توارك غيرها ... ومن قصد البحر استقل السواقيا

قالت:

إن كان ما قلت حقا ... من بعد عهد كريم

وصرت أقبح شيء ... في صورة المخزوم

فصار ذكري ذميما ... يعزى على كل لوم

وقال لها بعض الثقلاء ما على من أكل معك خمسمائة سوط فقالت:

وذي شقوة لما رآني له ... تمنيه أن يصلي معي جاحم الضرب

فقلت له كلها هنيئا فإنما ... خلقت إلى لبس المطارف والشرب

وقد اجتمعت مرة مع ابن قزمان في دار الوزير أبي بكر فقالت له عقب ارتجال بديع -وكان يلبس جبة صفراء-: أحسنت يا بقرة بني إسرائيل إلا أنك لا تسر الناظرين. فقال لها: إن لم أسر الناظرين فأنا أسر السامعين, وإنما

<<  <   >  >>