[فاطمة ابنة الخشاب]
كانت شاعرة مجيدة وفصيحة بليغة لها قصائد مطولة وأشعار لطيفة ونثر جميل، عاصرت الصفدي في القرن السابع. وقد اجتمع عليها جملة من العلماء والأماثل والأدباء الأفاضل، وقد أجازها في الحديث جملة منهم وروى عنها كثير أيضا.
وقد أرسلها يوما العلامة قاضي القضاة شهاب الدين بن فضل الله بقصيدة غراء نحو سبعة وعشرين بيتا ومطلعها:
هل ينفع المشتاق قرب الدار ... والوصل ممتنع مع الزوار
يا نازلين بمهجتي وديارهم ... من ناظري بمطمح الأنظار
هيجتم شجني فعدت إلى الصبا ... من بعد ما وخط المشيب عذاري
فأجابته المترجمة بقصية على وزنها وقافيتها تزيد عن العشرين بيت لم نعثر منها إلا على هذين البيتين وهما:
إن كان غركم جمال إزار ... فالقبح في تلك المحاسن وار
لا تحسبوا أني أماثل شعركم ... أنى يقاس جداول ببحار
فلما وصلت هذه القصيدة إلى قاضي القضاة وجدها كلها ألفاظا درية ومعاني عبقرية أكبر مخاطبته وأخذها بعين الكمال، ولم يخاطبها إلا بما يوافق مقام العلماء الأعلام، وبقيت معززة مكرمة إلى أن ماتت وحضر مشهدها جملة من العلماء والأعيان والحكام - رحمها الله تعالى.
[فاطمة الفقيهة ابنة علاء الدين محمد بن أحمد السمرقندي]
كانت من الفقيهات العالمات بعلم الفقه والحديث أخذت العلم عن جملة من الفقهاء وأخذ عنها كثيرون. وكان لها حلقة للتدريس وقد أجازها جملة من كبار القوم، وكانت من الزهد والورع على جانب عظيم تزوجت بفخر الأنام العالم العلامة علاء الدين القاشاني ومكثت عنده زمنا طويلا، وقد ألفت المؤلفات العديدة في الفقه والحديث وانتشرت مؤلفاتها بين العلماء والأفاضل، وكانت معاصرة للملك العادل نور الدين الشهيد وطالما استشارها في بعض أموره الداخلية وأخذ عنها بعضا لمسائل الفقيهة وكان دائما ينعم عليها ويعضد مسعاها.
وقد توفيت بمدينة حلب ودفنت في مقبرة من قبور الصالحين وقبرها هناك مشهور بقبر المرأة وزوجها لأنها دفنت بعد وفاته بجانبه.
[فاطمة النيسابورية رضي الله عنها]
كانت من ذوي الزهد والورع ولابسات المسوح حجت جملة مرار من بيت المقدس إلى مكة وهي ماشية على قدميها، وكانت معاصرة لذي النون المصري وأبي يزيد البسطامي وكان ذو النون المصري - رضي الله عنه - يقول: فاطمة أستاذتي.
وكانت تقول: من لم يراقب الله تعالى في كل حال فإنه ينحدر في كل ميدان ويتكلم بكل لسان، ومن راقب الله في كل حال أخرسه إلا عن الصدق وألزمه الحياء منه والإخلاص له.
وكانت تقول: من عمل لله على مشاهدة الله إياه فهو مخلص، وكان أبو يزيد البسطامي يقول عنها: ما رأيت امرأة مثل فاطمة