أروح بهم في الفؤاد مبرح ... أناجي به قلبا طويل التفكر
عليك سلام لا زيارة بيننا ... ولا وصل إلا أن يشاء ابن معمر
فقال ابن معمر: قد شئت خذها ولك المال فانصرفا راشدين فو الله لا كنت سببا لفرقة محبين (انظر إلى كرم هذا الأمير) وبقيت عند مولاها إلى أن ماتت وهما في نعمة وأمان, وقد أعاد الله لهما سعدهما وبقيا أحسن مما كانا عليه حين اشتراها.
[بربارة القديسة]
كانت عذراء ذات شهرة معتبرة في الكنيسة اليونانية والرومانية يقال: إنها نالت إكليل الشهادة في "إليوبوليس" سنة ١٣٠٦ للميلاد وفي "نيقومديا" من "بشينيا" سنة ١٢٣٥ م وإنها ولدت في "إليوبوليس" من مصر من أبوين وثنيين وإن أباها حبسها في برج خوفا من أن تؤخذ منه لجمالها البارع, فبينما كانت في الحبس سمعت بوعظ "أوريجانوس" فكتبت غليه طالبة منه أن يعلمها الديانة المسيحية فأرسل إليها أحد تلاميذه فعلمها الديانة المسيحية وعمدها.
وقيل: إنه لما بلغ أباها ذلك سلمها على الوالي فعذبها عذابا مبرحا فتهيأ لها الهرب على أحد الجبال فجد في طلبها والدها إلى أن أدركها فاحتز بالسيف رأسها. ويقال: إنه أصيب وهو راجع بصاعقة مات بها قصاصا له, ومن ثم اتخذت محامية للملاحين في النوء وللطبجية وتصور غالبا وبجانبها برج ولها عيد يحتفل به في ٤ كانون الأول ومن عادة أهالي الشرق أن يتخذوا ليلة عيدها حلويات من قطائف وعوامات ونحوها وأن يطوفوا على البيوت مساخر مؤلفة من أولاد ورجال قد غيروا زيهم وصبغوا وجوههم بالسواد ولا يعلم بالتحقيق أصل هذه العادة وربما كانت تذكار سعي أبيها مع جماعة من الشرط في طلبها, وربما كان الشرط من السودان فيكون ذلك أصلا لصبغ الوجوه بالسواد.
[برنيقة ابنة لاغوس وأنتيفونه]
كانت من أجمل وأعقل نساء زمانها صاحبة رأي صائب, وفكر ثاقب. ولما تزوج "بطليموس الأول" ب "أورديفي" بنت ملك سوريا توجهت في موكبها "برنيقة" وكان لها احتفال عظيم, ومن جمالها ومهارتها وإتقانها تزوج بها "بطليموس" وصارت زوجة ثالثة له وأقنعته بأن يجعل ابنها "بطليموس فيلازلفوس" خليفة له دون ابن آخر له أكبر منه من "أورديفي" وقد شهر حكمتها وفضلها كل من "جلوترخوس" و"شيوكرأتوس" وبعد وفاتها قضى بها بإكرامات إلهية.
[برنيقة ابنة بطليموس الثاني]
الملقب "فيلازلفوس" وزوجته, "أنطيوخس الثاني", ملك سوريا الملقب ب "توس" فإن "أنطيوخس" عقد معاهدة سنة ٢٩٤ قبل الميلاد قيل بموجبها: أن يطلق زوجته "لبوديكة" ويتزوج "برنيقة", لكن عند موت "فيلازلفوس" بعد ذلك بسنتين أرجع "أنطيوخس" "لبوديكة" وطلق "برنيقة" في دورها ولكن "لبوديكة" لم تركن إلى "أنطيوخس" فدست إليه سما مات به, وهربت طبرنيقة" من وجه "لبوديكة" على دفنى فقتلها هناك مع ابنها وأتباعها قوم من حزب "لبوديكة".