للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا ألقى الله عز وجل في قلب رجل خطبة امرأة فلا بأس أن ينظر إليها) . ومن ذلك يتضح أن من أراد الخطبة فله أن ينظر مخطوبته قبل زواجه بها، وبقيت ثبيتة محط أنظار شبان الصحابة حتى تزوجت وهي في غاية العفة والصيانة ولم يمدد إليها أحد يده بسوء، ولها صحبة حسنة وأحاديث نبوية.

[ثبيتة ابنة مرداس بن قحفان العنبري]

كانت من شاعرات العرب وكرمائهن اللاتي يضرب بهن المثل، وكان زوجها كريما لم يوجد أكرم منه في زمانه.

قيل: إنه أتاه أخو امرأته فأعطاه بعيرا من إبله وقال لامرأته: هاتي حبلا يقرن به ما أعطيناه إلى بعيره، ثم أعطاه بعيرا آخر، وقال: هاتي حبلا، ثم أعطاه ثالثا فقال: هاتي حبلا. فقالت ما بقي عند حبل. فقال: علي الجمال، وعليك الحبال. فرمت إليه خمارها وقالت اجعله حبلا لبعضها فأنشأ يقولل:

لا تعذلينيفي العطاء ويسري ... لكل بعير جاء طالبه حبلا

فإني لا تبكي علي إفالها ... إذ شبعت من روض أوطانها بقلا

فلم أر مثل الإبل مالا لمقتن ... ولا مثل أيام الحقوق لها سبلا

فأجابته فورا:

حلفت يمينا يا ابن قحفان بالذي ... تكفل بالأرزاق في السهل والجبل

تزال حبال المحصدات أعدها ... لها ما مشى منها على خفه جمل

فأعط ولا تبخل لمن جاء طالبا ... فعندي لها خطم وقد زالت العلل

[ثبيتة ابنة يعار بن زيد بن عبيد بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصارية]

كانت من المهاجرات الوائل ومن فاضلات النساء الصحابيات وهي امرأة أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة وهي مولاة سالم مولى أبي حذيفة قتل سالم يوم اليمامة.

وكانت ثبيتة من النساء الأديبات العابدات الزاهدات الصابرات على العبادة مشهورة بحسن صحبتها ولها رواية مثبوتة عند المحدثين.

[الثريا ابنة عبد الله بن الحارث بن أمية الأصغر]

كانت من شهيرات نساء قريش وأبرعهن جمالا وكمالا، وكان عمر بن أبي ربيعة مستهاما بها وكانت تصيف بالطائف، وكان عمر يغدو إليها كل غداة إذا كانت بالطائف على فرسه فيسائل الركبان الذين يحملون الفاكهة من الطائف عن أخبارها فلقى يوما بعضهم فسأل أحدهم عن أخبارهم فقال: ما استطرفنا خبرا إلا أنني سمعت عند رحيلنا صوتا وصياحا على امرأة من قريش اسمها اسم نجم من السماء، وقد سقط علي اسمه فقال عمر: الثريا. قال: نعم، وقد كان بلغ عمر قبل ذلك أنها عليلة فوجه فرسه على وجهه إلى الطائف يركضه ملء فروجه وسلك طريق كداء وهي أحسن الطرق وأقربها حتى انتهى إلى الثريا وقد توقعته وهي تتشوق له وتتشوف، فوجدها سليمة ومعها أختها رضيا وأم عثمان، فأخبرها الخبر، فضحكت وقالت: والله أنا أمرتهم لأختبر ما لي عندك في ذلك فقال هذا الشعر:

<<  <   >  >>