أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة شافعة باتصال المدد، كافلة بالخلود في جنات العرفان إلى الأبد. وأشهد أن سيد أعيان الكونين، وعين حياة الدارين محمد عبده ورسوله، وحبيبه وخليله صلى الله عليه وسلم صلاة تصلني وذريتي وأحبائي في كل نفس بنفائس صلاته، وتقتضي دوام البسط بتوالي إمداداته، وتشفع لنا بمراحم القبول، وتسعفنا بكرائم الوصول صلاة لا ينقطع لها مدد، ولا ينقضي لها أمد، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى آل كل وصحب كل وسائر الصالحين وسلك تسليما وكرم تكريما.
وبعد، فهذه قصيدة صادرة عن ذات قناع، شاهدة بسلامة الطباع، ومنقحة بحسن البيان، مبنية على أساس تقوى من الله ورضوان، سافرة عن وجوه البديع، سامية بمدح الحبيب الشفيع، مطلقة من قيود تسمية الأنواع، مشرقة الطوالع في أفق الإبداع، موسومة بين القصائد النبويات بمقتضى الإلهام الذي هو عمدة أهل الإشارات بالفتح المبين في مدح الأمين، استخرت الله تعالى بعد تمام نظمها وثبوت اسمها في شيء يروق الطالب موارده، وتعظم عند المستفيد فوائده، وهو أن أذكر بعد كل بيت حد النوع الذي بنيت عليه وافر شاهده فإن ذلك مما يفتقر إليه وأنحو في ذلك سبيل الاختصار ولا أخل بواجب، وأنبه على ما لا بد منه قصد النفع الطالب، والمسؤول من الفتاح بتأسيسها على قواعد أذن الله أن ترفع ومن مثبت رفعها بوجاهة مدح الوجيه المشفع أن يصلي ويسلم عليه، ويجعلها خاصة لوجهه الكريم ووسيلة لي ولوالدي ولذريتي ولأحبائي ولمن والاني خيرا وفور الحظ من فضله العظيم، وأن ينيلنا بوجاهة الممدوح لديه وبحقه عليه نهاية الآمال، وشمول العفو والرضوان إنه جواد كريم رؤوف رحيم، ومن الله أستمد وعليه أعتمد وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت وإليه أنيب.
[براعة المطلع]
في حسن مطلع أقمار بذي سلم ... أصبحت في زمرة العشاق كالعلم