التحصيل وينفر من والدته لإكراهها إياه على المواظبة والاجتهاد فحدث ذات يوم أن الفوثيين كانوا مجتمعين في قصر "رافنا" ففر هذا الأمير الفتى من غرفة أمه, وانتصب بين الجميع وهو يذرف عبرات الغضب والكبرياء وشكا إلى الحاضرين قساوة أمه وضربها إياه بسبب عصيانه وعناده فأثر هذا الكلام بأولئك المتوحشين وتوهموا أن الملكة راغبة في إهلاك ابنها واختلاس سرير ملكه وطلبوا خلاص الفتى وتربيته كأجداده ورجال أمته في ميادين القتال والعراك لينشأ بطلا, وقدروا بفظاظتهم وإلحاحهم أن يحرموا الغلام وسائل التمدن والتهذيب فتركوه وشأنه يقضي أوقاته في السكر والملاهي وارتكاب الفواحش ولما رأت الملكة عصيان ابنها وزيغه وإحاطة الأعداء بها من كل جانب خابرت "بوستنيان" بقصد السكن في بلاده, وأرسلت إلى مدينة "دار خيوم" في إقليم "أبيروس" ٤٠ ألف دينار غير أن حب التسلط على الناس كان متسلطا على فؤادها فأعارت صبوة الطمع أذنا صاغية وقلبا واعيا, وحينما أومعت على مبارحة إيطاليا نجحت بدسائسها وقدرت أن تهلك بعضا من كبار الرؤساء الثائرين عليها, وتمكنت بموت هؤلاء من الاستبداد بالأحكام والقبض على أزمة البلاد بالنيابة عن ابنها كما كانت أولا غير أن هذا الفتى الجاهل لم يعش زمانا طويلا لأن الفسق والفواحش واللذات أضنته, فمات يافعا لم يتجاوز السادسة عشرة من العمر فاضطرت إذ ذاك إلى مشاركة ابن عمها "سيبودونس" الجبان البخيل فثار الفوثيون عليها ونفوها إلى جزيرة صغيرة في بحيرة "بوليسنا" وهناك قتلوها سنة ٥٣٨ ق. م بالحمام خنقا, وهكذا انتهت حياة هذه الملكة الفاضلة.
[أمامة ابنة أبي العاص بن الربيع بن عبد]
[العزى بن عبد مناف القرشية الهاشمية]
أمها زينب ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولدت على عهد جدها صلى الله عليه وسلم وكان يحبها وحملها في الصلاة وكان إذ ركع أو سجد تركها, وإذا قام حملها.
وروي عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهديت له هدية فيها قلادة من جزع فقال: "لأدفعنها إلى أحب أهلي إلي". فدعا أمامة ابنة زينب فعلقها في عنقها ولما كبرت أمامة تزوجها علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- بعد موت فاطمة -عليها السلام- وكانت فاطمة أوصت عليا أن يتزوجها, فلما توفيت فاطمة تزوجها من الزبير بن العوام لأن أباها قد أوصاه بها, فلما جرح علي خاف أن يتزوجها معاوية فأمر المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب أن يتزوجها بعده, فلما توفي علي وقضت العدة تزوجها المغيرة فولدت له يحيى وبه كان يكنى فهلكت عند المغيرة.
[أمامة ابنة حمزة بن عبد المطلب]
أمها سلمى بنت عميس وهي التي اختصم فيها علي وجعفر وزيد -رضي الله عنهم- لما خرجت من مكة وسألت كل من مر بها من المسلمين أن يأخذها فلم يفعل, فاجتاز بها علي فأخذها فطلب جعفر أن تكون عنده لأن خالتها أسماء ابنة عميس عنده وطلبها زيد بن حارثة أن تكون عنده, لأنه كان قد آخى بينهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقضى بها النبي صلى الله عليه وسلم لجعفر لأن خالتها عنده, ثم زوجها رسول الله من سلمة ابن أم سلمة وسماها الواقدي عمارة وأخوها لأمها عبد الله وعبد الرحمن ابنا شداد وهي من الصحابيات المحدثات اللاتي أخذ عنهن جملة من مشاهير المحدثين.
[أمامة المريدية]
كانت شاعرة من شاعرات نساء العرب إلا أن شعرها قليل ولم يكن في وقتها من يجمع الشعر وكانت صحابية محدثة أخذ عنها جملة من المحدثين.
ومما يروى عنها أنها قالت: لما قتل سالم بن عمير أبا عتيك - أحد بني عمرو بن