للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فتور ألبتة غير أنه لم يكن يقابلها دائما بمثل ذلك, وكانت تقواها الطبيعية تزين كل أعمال حياتها, وكان جمال خلقها يعادل حسن خلقها, وكانت صافية اللون ذات عينين زرقاوين وشعر أسمر وولد لها خمسة أولاد وهم: "إيزابيلا" التي تزوجت "عمنوئيل" ملك البرتوغال و"جوان" وكان أميرا فاضلا. توفي سنة ١٤٩٧ م وله من العمر ٢٠ سنة و"جوانا" التي تزوجت "فيليب" أرشيدوق"أوستريا" وولد لها منه الإمبراطور "كارلوس الخامس" و"ماريا" التي تزوجت "عمنوئيل" بعد وفاة أختها, و"كاترينا" زوجة" هنري الثامن" ملك إنكليزا.

[إيزابيلا الثانية ملكة إسبانيا]

ولدت في مدينة "مدريد" سنة ١٨٣٠ م وهي بكر بنات "فردينندو" السابع" من "ماريا كرسنين" رابع زوجاته نشأ عن مسألة إرثها الملك بعد أبيها حرب أهلية شديدة لأنه لم يكن لأبيها ولد ذكر يخلفه. ففي ٢٩ آذار (مارس) سنة ١٨٣٠ م أبطل القانون الذي وضعه "فيليب الخامس" ومآله حرم الإناث تخت الملك وجعل بنته خليفة له وبذلك حرم أخاه الدون "كارلوس" ولي ما كان له من الحق المقرر بموجب القانون المذكور.

وفي سنة ١٨٣٣ م توفي "فردينندو" وكانت "إيزابيلا" في السنة الثالثة من عمرها فأقيمت ملكة فشهر الدون "كارلوس" السلاح وعضده حزب كبير سمي بالكارلوسي نسبة إليه ولم تلبث دائرة الخلاف أن اتسعت وصارت إلى حرب أهلية ردئية وانحاز الإكليروس إلى الدون "كارلوس" أما حزب الملكة فسمي بحزب الحرية أو بالحزب النظامي لأن أم الملكة التي استولت على زمام الملك بالنيابة عن ابنتها تعهدت بوضع قانون أساسي لإسبانيا وكان معظم الشعب من حزب إيزابيلا.

وفي سنة ١٨٣٤ م أجمع أكثر أعضاء المجلس العالي على حرمان الدون "كارلوس" ونسله الملك.

وفي سنة ١٨٣٩ م عقد الصلح بين الجنرال "ماروكي" الكارلوسي والجنرال "إسبرتيرو" النظامي وهرب الدون "كارلوس" على فرنسا وفي أثناء الحرب كانت الملكة النائبة تتردد بين حزب المحافظين أو المعتدلين وحزب الحرية أما وزارة "منديزابال" فغيرت النظام ووسعت دائرة قانون الانتخاب وقامت بإصلاحات أخرى غير أن ديوان المشورة الكبير لم يكتف بذلك وطلب إعادة النظام الذي تقرر سنة ١٨١٢ م فحصل عليه أخيرا حدثت في "مدريد" سنة ١٨٣٧ م.

وفي سنة ١٨٣٩ م حدثت ثورتان في "برشلونا" و"مدريد" فأكرهت أم الملكة على الفرار إلى فرنسا.

وفي سنة ١٨٤٠ م تولى "إسبرتيرو" زمام البلاد. وفي سنة ١٨٤١ م جعل وكيلا للملك غير أن أصدقاء "كرستينا" والمحافظين ثاروا عليه واضطروه إلى الاستعفاء وكانت الملكة قد ناهزت سن الرشاد ولم يبق إلا ١١ شهرا لبلوغها السن القانونية فضرب عنها المجلس العالي صفحا وأجلسها على تخت الملك في ١٠ تشرين الثاني (نوفمبر) سنة ١٨٤٣ م.

وفي سنة ١٨٤٤ م وجهت رياسة الوزارة إلى الجنرال "زفايز" الذي كان قد تولى رياسة الثائرين. وفي السنة التالية غير النظام تغييرا غير موافق لأهل الحرية.

وفي سنة ١٨٤٦ م تزوجت "إيزابيلا" بابن عمها الدون "فرنشسكوداواسبس" وفقا لمشورة الملك "لويس فيليب" وفي الوقت نفسه زوجت أختها "ماريا فردينند لويزا" بدوق "منينسيا" غير أن زواج الملكة أدى على تأويلات مستهجنة ووقع الخلاف بين الزوجين وكثرت الإشاعات فذهب قوم إلى أن الملك ليس كفؤا للملكة. وكان آخرون يتهمون الملكة بخيانة زوجها وعقدت "إيزابيلا" الصلح مع النمسا وبروسيا.

وفي سنة ١٨٤٩ م أنفذت جيشا لمساعدة البابا. وفي سنة ١٨٥٢ م حاول بعضهم قتلها فحملها الحزب المحافظ على فض المجلس العالي واتخاذ وسائل مشددة ونفي كثيرين من جنرالية الحزب النظامي.

وفي سنة ١٨٥٤ م قام الجنرال "لودونل" والجنرال" دلشي" بثورة عسكرية ومدنية في "مدريد" وتمكن من إقامة حكومة محلية فهربت أم الملكة ثانية إلى فرنسا أما "إيزابيلا" فصرحت بالعفو التام وفتحت مجلسا عاليا جديدا وأباحت بيع الأوقاف.

وفي سنة ١٨٥٦ م حاول "أودونل" أخذ القوة بالبطش وأخمدت الملكة ثورات حدثت في جنوب إسبانيا فتوطد سلطانها وأعادت النظام الذي تقرر سنة ١٨٤٥ م

<<  <   >  >>